نشاهد، اليوم، لوحة للفنانة تحية حليم، لا أعرف عنوانها الذى اختارته الفنانة الكبيرة، لكنها، بالنسبة لى، معبرة تماما عن المجتمع المصرى، سميتها "أمومة" لا أعلم لماذا اخترت هذا الاسم، لكنه الانطباع الأول الذى وصلنى عندما شاهدت اللوحة.
فى اللوحة جوانب عدة يمكن الانتباه إليها، لكن وضع يد الأم على رأس طفلها في شارع القرية، يوحى بمزيد من المحبة، ويضفى على اللوحة حيوية وطاقة تعرفها تحية حليم، كما نجد في اللوحة سيدة أخرى يبدو من انحناء ظهرها أنها "عجوز" بما يكمل دائرة الأمومة التي أشرنا إليها.
والفنانة تحية محمد حليم من ضمن الفنانات تشكيليات اشتهرت بعشقها للنوبة، ولدت فى السودان فى ما كان يعرف باسم سلطنة مصر، وهى الدولة المصرية تحت الحماية البريطانية بين عامى 1914 و1922.
كان تعليمها الأولى داخل القصر الملكى حيث نشأت مع والدها كبير ياوران الملك فؤاد، ودرست فى المدارس الفرنسية بعض الوقت، ثم درست الرسم على أيدى أساتذة مثل يوسف طرابلسى (لبنانى) وجيروم (يونانى)، ثم تتلمذت على يد الفنان حامد عبد الله بمرسمه عام 1943 وبعد زواجهما عام 1945 سافرا إلى باريس حيث التحقا بأكاديمية جوليان عام 1949 حتى 1951.