سيف الله المسلولخالد بن الوليدفتى بنى مخزوم من ألمع الشخصيات العسكرية التى ظهرت فى عصره، هو أحد صحابة النبى الله محمد صلى الله عليه وسلم، اشتهر بتكتيكاته ودهائه العسكرى، كان قائداً للجيش الإسلامى فى عهد الرسول وفى عهده خلفائه الراشدين. ومؤخرًا أثار هجوم صحفى سعودى يدعى عبد الله وافيه على مسلسل يتناول شخصية الصحابى خالد بن الوليد، ووصفه لزمن الصحابة بزمن "القتل والدم"، وقال وافيه: "هناك أحداث مرعبة لا تتوافق مع زمن يذهب نحو الوعى والتنوير ونسيان تاريخ من الدماء والقتل" وأثارت هذه التصريحات الكثير من الجدل، لذا نستعرض خلال السطور التالية كواليس قرار خالد بن الوليد بدخوله للإسلام.
يقول كتاب "سيف الله خالد بن الوليد" تأليف العماد الرطن مصطفى طلاس، بعدما استقر رأى خالد بن الوليد فى الإسلام، قابل عكرمة بن عمرو وآخرين وقال لهم ما معناه "من الواضح للعقل النير أن محمدًا ليس شاعرًا ولا ساحرًا، كما تزعم قريش، ورسالته من عند الله، وعلى كل ذى بصيرة أن يتبعه"، صعق عكرمة لكلمات خالد وقال "هل ستتخلى عن ديننا؟"، فقال خالد: "قررت أن أؤمن بالإله الحقيقى"، فقال عكرمة: "من الغريب حقًا أن تقول أنت مثل هذا القول من بين القرشيين".
فقال خالد بن الوليد: لماذا؟، قال عكرمة: "لأن المسلمين قتلوا الكثير من أبنائنا فى المعارك، وبالنسبة لى فإننى بالتأكيد لن أؤمن بممحمد، وسوف لن أكلمك إلى أن تتخلى عن هذه الفكرة غير المعقولة، ألا ترى أن قريشًا تطلب دم محمد؟"، فأجاب خالد: "أنها مسألة جهل"، حسب ما ورد فى كتاب "سيف الله خالد بن الوليد".
وعندما سمع أبو سفيان من عكرمة ما يدل على تحول خالد عن عقيدته، استدعى البطلين: خالد وعكرمة، ثم سأل خالدًا:"أصحيح ما سمعت؟" فقال خالد: "وما سمعت؟" قال أبو سفيان "بأنك ترغب فى الانضمام إلى محمد"، فقال خالد: "نعم، ولم لا فمحمد واحد منا وقريبنا".
غضب أبو سفيان وهدد خالدًا بالعواقب الوخيمة التى ستنجم عن ذلك، لكن عكرمة كبح جماح غضبه وقال له :"اهدأ يا أبا سفيان، فإن غضبك سيقودنى أيضًا للانضمام إلى محمد، فخالد حر فى أن يختار الدين الذى يرغبه"، وهكذا وقف عكرمة إلى جانب خالد على الرغم من الاختلافات الدينية بينهما.
وفى تلك الليلة، أخذ خالد درعة وسلاحه، وفرسه وانطلق إلى المدينة، وفى الطريق قابل عمرو بن العاس وعثمان بن طلحة اللذين كانا متوجهين إلى المدينة للغاية نفسها.