يعد الصحابى خالد بن الوليد، واحدا ممن صنعوا التاريخ الإسلامى، بقوته وقدرته الحربية المشهود بها، فقد خاض العديد من الحروب وقاد الجيوش فى العديد من الفتوحات الإسلامية.. لكن كيف أسلم خالد بن الوليد؟
يقول كتاب "شخصيات إسلامية عرفها التاريخ ولن ينساها" لـ أحمد نافذ المحتسب، كان خالد بن الوليد من أشد الكفار ومن أشد قريش على المسلمين حتى أنه كان يكره الإسلام وأنه قد خرج من مكة فى عمرة القضاء حتى لا يرى المسلمون وهم يدخلونها ولو دخلوها صلحا؟
وقد أسلم خالد بن الوليد بعد ذلك بدافع ذاتى يعد نوعا من الإلهام الذى يضعه الله فى قلب من يشاء من عباده، ولم يسلم رغبة أو خوفا بل أسلم على يقين، حيث بدأ تفكير خالد بن الوليد بالإسلام فى غزوة الحديبية.
وقد اختلف المؤرخون فى تحديد وقت إسلام خالد وهجرته، فهناك أربعة أقوال تحدثت عن ذلك وهي:
قد قيل إن خالد هاجر بعد الحديبية.
إن إسلام خالد كان بين الحديبية وخيبر.
إن إسلام خالد كان فى سنة خمسة للهجرة بعد فراغ الرسول صلى الله عليه وسلم من بنى قريظة، لكن هذا القول قد استبعد، لأن فى رواية البخارى وهى من أرفع الروايات بينة، بأن خالد كان يقود خيل قريش فى سنة ستة للهجرة زمن الحديبية، وأن خالد بن الوليد لم يكن مع قريش ولا المسلمين فى سنة سبعة للهجرة، إلا إذا كان المقصود من إسلامه هو استقرار الإيمان فى قلبه، وهذا يعنى أن إسلامه كان فى سنة ثمانية للهجرة.
وقد قيل أيضا إن إسلام خالد بن الوليد كان مع عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة فى سنة ثمان من الهجرة، حيث التقى خالد بعمرو بن العاص، عندما كان عمرو عائدا من الحبشة وعند وصولهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم رسول الله "رمتكم مكة بأفلاذ أكبادها" فتقدم خالد بن الوليد وأسلم ثم تقدم عمرو بن العاص وأسلم ثم عثمان بن طلحة فأسلم. وعندما تقدم خالد بن الوليد إلى رسول الله قال له الرسول "قد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير" وعندما بايع خالد الرسول، قال يا رسول الله استغفر لى كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله، فقال رسول الله "إن الإسلام يجب ما قبله"، فقال خالد "يا رسول الله وعلى ذلك" فقال الرسول "اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيل الله".