تمر اليوم الذكرى الـ166، على استلام محمد سعيد باشا لمقاليد الحكم فى مصر خلفًا لابن أخيه عباس حلمى الذى اغتيل فى 13 يوليو من العام نفسه، إذ تولى الحكم فى 24 يوليو، حيث كان التوارث فى الحكم يتم بناء على الأقدمية، مما يعنى أن الوالى الجديد هو أكبر أعضاء الأسرة الذكور على قيد الحياة من السلالة، وبذلك يكون التوارث على أساس العمر، وليست صلة القرابة.
وتشير أغلب المراجع التاريخية بأصابع الاتهام إلى أن عملية قتل الوالى العلوى السابق وحفيد محمد على باشا، وقف وراءها مماليكه بعدما أساء معاملة بعضهم فتآمروا عليه واتفقوا على قتله، لكن عددا من المراجع الأخرى ترى أن الوالى سعيد كان وراء قتل ابن أخيه الذى حاول تغير نظام الحكام من أجل أن يتولى ابنه إبراهيم إلهامى مقاليد الحكم.
لكن يبدو هناك متآمرون آخرون بعيدا عن سعيد وعباس حلمى، فبحسب كتاب "مصر فى عهدى عباس وسعيد" تأليف زين العابدين شمس الدين نجم، فإنه بعدما قتل عباس حلمى على يد مماليكه، كتم أحمد باشا يكن وإبراهيم باشا الألفى من رجال القصر الخبر حتى نقل الجثة إلى القاهرة، وما وصل إلى القصر أذيع الخبر، وذلك بعد يوم، وقيل عدة أيام، بهدف تعطيل تسليم سعيد الحكم، أملا فى خلافة إلهامى بن عباس بدلا من عمه سعيد.
ويوضح الكتاب أن رجال القصر ممن يميلون إلى عباس اجتمعوا تحت رئاسة إبراهيم باشا الألفى واتفقوا على استدعاء إبراهيم إلهامى نجل عباس، حيث كان يعيش فى أوروبا، فارسلوا يستدعونه ليولوه على مصر، ويمنعوا عمه سعيد من أكبر أبناء أسرة محمد على من تولى الحكم ولو بالقوة، وكان سعيد حينها يقيم فى قصره بالقباى بالإسكندرية، فأرسلوا سر إلى إسماعيل باشا محافظ الإسكندرية وقتنئذ بما اتفقوا عليه وأصوه بالتيقظ والسهر على الثغر حتى يحصر إلهامى باشا من الخارج.
وكان إسماعيل باشا على غير رأى المؤتمرين لعلمه أن من حق سعيد باشا طبقا لنص الفرمان تولى الحكم، فتوجه من فوره إلى سعيد واطلعه على فحوى الرسالة، فشكره سعيد على إخلاصه وذهب بصحبته إلى قصر رأس التين، وتم الاستيلاء عليه وأعلن اعتلاءه العرش.