تعد رواية "الحب فى المنفى" للروائى بهاء طاهر إحدى العلامات المميزة فى مسيرته الأدبية، وصنفت ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية، وواحدة من أبرز رواياته على الإطلاق، صَدرت الرواية عن دار الآداب فى عام 1995 وتقع فى 254 صفحة، وهى تمثل مرحلة الغربة التى عاشها بهاء طاهر بعد فصله من عمله فى الإذاعة المصرية فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى.
تدور أحداث الحب فى المنفى فى بداية الثمانينيات، قبل وبعد الاحتلال الإسرائيلى لبيروت، تحكى بلسان صحفى مصرى ناصرى فى الخمسين من عمره، صدم فى ما آلت إليه بلاده بعد رحيل عبد الناصر نفسه، وانتقال البلاد من زعيم إلى قائد، مر الصحفى بعدة اضطرابات فى حياته الزوجية انتهت إلى الطلاق من زوجته منار، سافر بعدها إلى سويسرا حيث عمل مراسلا لصحيفة لم تعد تنشر له أى شيء، لأنه لا يزال مواليا لعبد الناصر!
تستمر أحداث الرواية فيتعرف إلى المرشدة السياحية النمساوية بريجيت ويحبها، ثم يظهر فى حياته أمير خليجى ثرى يحاول إقناعه بتحرير جريدة ينوى إنشاءها، إلا أنه السارد يكتشف أن هناك نوايا مشبوهة فيبتعد.
يعيب البعض على الرواية رتابة الأحداث وبطئها، إلا أننى لم أجدها سيئة إلى هذا الحد لأن الرواية معتمدة على السرد مما يفتح الباب للبوح سواء بين السارد ونفسه أو بينه وبين الشخصيات الأخرى، وهذه الجزئية تحديدا قد تكون ميزة فى أعين بعض القراء، وعيبا لدى البعض الآخر - لا قاعدة هنا حيث التفضيل الشخصي.