تمر اليوم الذكرى الـ855 على ميلاد العلامة الصوفى الشهير محيى الدين ابن عربى، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين "بالشيخ الأكبر"، ولذا تنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية، إذ ولد فى 28 يوليو عام 1165م.
ورغم إجلال أهل الصوفية للإمام محيى الدين ابن العربى، إلا أن البعض انتقد آراءه وفلسفته، بل ووصل إلى قيام بعض الأئمة والفقهاء بتكفيره واتهامه بالتجديف، فهل كفره علماء أهل السنة والجماعة أم اختلفت بينهم الآراء حول علمه؟
بحسب دار الإفتاء المصرية، فإن الإمام محيى الدين بن عربي، والملقب عند السادة الصوفية وغيرهم بلقب الشيخ الأكبر وسلطان العارفين وخاتم الأولياء، المولود يوم الاثنين السابع عشر من رمضان سنة 560هـ بمرسية بالأندلس، والمتوفى بدمشق سنة 638هـ، هو أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سمو شرف العلم وعلو درجة الولاية.
إلا أنه قد وقع فى عرضه بعض من ينتسب للعلم، فى حياته وبعد وفاته، فكان يخاطبهم فى حياته بقوله: "والله الموعد"، ثم قيض الله له بعد وفاته فى كل عصرٍ من أهل العلم من ينافح عنه ضد من يقع فيه رضى الله عنه، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللهَ يُدَٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ﴾ [الحج: 38]، فكان ممن تحركت همته لذلك العلامة مجد الدين الفيروزآبادى صاحب "القاموس المحيط" (ت: 817هـ)؛ فألف كتابا يرد فيه على ابن الخياط ما اتهم به الشيخ ابن العربى فى عقيدته وسماه: "الاغتباط بمعالجة ابن الخياط"، وانبرى للدفاع عنه أيضا الحافظ السيوطى رحمه الله تعالى (ت: 911هـ)؛ فألف رسالته: "تنبيه الغبى فى تبرئة ابن عربى"، وذكر فيها نصوص العلماء فى الثَّناء على الإمام محيى الدين بن عربى، ومما ذكره فى ذلك قول شيخ الإسلام شرف الدين المناوى (ت: 871هـ): والمتصدى لتكفير ابن عربى لم يخف من سوء الحساب وأن يقال له: هل ثبت عندك أنه كافر؟ فإن قال: كتبه تدل على كفره، أفأمن أن يقال له: هل ثبت عندك بالطريق المقبول فى نقل الأخبار أنه قال هذه الكلمة بعينها، وأنه قصد بها معناها المتعارف؟