هى جميلة الجميلات والملكة الأجمل والأكثر سحرا وجاذبية وفتنة، والأجمل والأحب فى قلب زوجها نجم الأرض، الملكة التى أحبها المصريون، وقدسوها، فخلدت بين أعظم ملكات التاريخ، هى الملكة نفرتاى، زوجة الملك رمسيس الثانى أحد أعظم ملوك التاريخ، من عهد الأسرة التاسعة عشرة فى عصر الدولة الحديثة.
اسمها الكامل هو «نفرتارى ميريت موت»، ويعنى «نفرتارى محبوبة الربة موت». ويعنى اسمها المختصر الأشهر، «نفرتارى»، «أحلاهن»، أو «حلاوتهم» بالعامية المصرية، ونفرتارى هى واحدة من أكثر الملكات المصرية شهرة ككليوباترا، نفرتيتى وحتشبسوت. زين رمسيس العظيم ضريح نفرتارى QV66 بشكل مسرف، وهو الأكبر والأبرز فى وادى الملكات.
وتمر اليوم الذكرى التاسعة عشر، على عودة رأس الملكة نفرتارى، المعروف برأس "ميريت"، بعد سرقته على يد مرمم الآثار البريطانى جوناثان توكلى بارى عام 1992م، والذى استطاع إخراجه من مصر على أنها قطعة مستنسخة "مزورة"، قبل عودتها فى 28 يوليو عام 2001، مع 6 برديات فرعونية أخرى.
بحسب عالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس، فى مقال نشر له بعنوان: "نفرتارى.. أجمل ملكة فى التاريخ": كانت نفرتارى ملكة مصرية أصيلة، يعنى اسمها «أحلاهم أو أجملهم»، ولا يزال اسم «حلاوتهم»، وهو ما يترجم بالمصرية القديمة إلى نفرتاري، مستعملا إلى يومنا هذا فى الريف المصري، ونفرتارى هى زوجة الفرعون رمسيس الثانى - أحد أعظم الفراعنة المحاربين فى التاريخ القديم - وقد تمتعت نفرتارى بمكانة رفيعة مميزة ليس فقط أثناء حياتها، ولكن أيضا بعد مماتها وحتى الآن! لعدة أسباب: السبب الأول لهذه المكانة الفريدة هو جمال الملكة وأناقتها.
ومن خلال كل ما تبقى من آثار ومناظر وتماثيل للملكة، نراها طويلة ورشيقة وملامح وجهها لا يقال عنها سوى إنها آية فى الجمال، أما عن أناقة الملكة، فملابسها وزينتها لا تزال تبهر أعظم مصممى الأزياء فى العالم، أما السبب الثانى فهو الألقاب الكثيرة التى حملتها الملكة فى حياتها، ومنها: «الزوجة الملكية العظمى»، «سيدة الأرضين»، «ربة مصر العليا والسفلى»، «مليحة الوجه»، «الجميلة ذات الريشتين»، السبب الثالث والأهم هو مقبرة الملكة التى تعد آية من آيات فن الرسم فى العالم القديم.. هى أجمل مقبرة يتم الكشف عنها لملكة مصرية، مر على اكتشافها 110 سنة منذ أن كشف عنها عالم المصريات سيكيابارللى فى 1904 فى وادى الملكات بالبر الغربى للأقصر. وتحتفل مصر فى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم بالذكرى الـ110 على اكتشاف مقبرة نفرتاري.
ولفت "حواس" أنه رغم الألقاب العريضة والمقبرة الملكية التى لا مثيل لها فى أى حضارة أخرى، فإن ما نعرفه عن أصل الملكة لا يعد بالكثير، وتتأرجح الآراء بين كون نفرتارى ابنة للفرعون «أي»، الذى حكم بعد وفاة الفرعون الذهبى «توت عنخ أمون»؛ والدليل الوحيد على ذلك هو العثور على اسم «أي» فى مقبرة الملكة، كما تشير أدلة أخرى على كونها ابنة الفرعون سيتى الأول.
هذا بالإضافة إلى معرفتنا بمشاركتها زوجها الفرعون «رمسيس الثاني» فى الحقبة الأولى من حكمه الطويل الممتد؛ سواء فى المناسبات الرسمية، أو حضور المقابلات مع كبار الموظفين ورجال الدولة، أو تكريمهم.
وقد تزوج «رمسيس الثاني» من تلك الفتاة المتألقة فى العام الأول من حكمه وعاش معها أشهر الشتاء تحت دفء شمس طيبة (الأقصر)، وذلك قبل الانتقال إلى العاصمة الجديدة التى أُنشئت فى عصر الرعامسة بشرق الدلتا، وأطلق عليها فى العالم القديم اسم «مدينة الضوضاء»، ومن المؤكد أنها كانت مدينة ذات شهرة عالمية لشهرة «رمسيس الثاني»، والمؤكد أيضا أن نفرتارى كانت سيدة رزينة، استطاعت أن تنأى بنفسها وبمكانتها بعيدا عن التنافس الهائل بين حريم الفرعون؛ وزوجاته الثانويات.
ولم يحدث أن بنى فرعون من قبل معبدا لزوجته غير «رمسيس الثاني»؛ حيث يعد معبدها المجاور لمعبد زوجها فى أبو سمبل من معجزات فن العمارة فى مصر القديمة، وقد نحت بالكامل فى صخر جبل أبو سمبل.