يؤدى المسلمون هذه الأيام الركن الأعظم من أركان الإسلام، وهى فريضة الحج، الذى فرضها الله على عباده، لمن استطاع إليه سبيلا، حيث فرض الحج فى السنة التاسعة للهجرة، ويجب على المسلم أن يحج مرة واحدة فى عمره، فإذا حج المسلم بعد ذلك مرة أو مرات كان ذلك تطوعا منه.
هناك العديد من الكتب والدراسات التى تناولت الحج والشعائر المقدسة فى الركن الأعظم من أركان الإسلام الخمس، كان بينها كتاب "الحج المبرور" للشيخ محمد متولى الشعراوى، الصادر عام 1990.
ويتناول الشيخ الشعراوى فى هذا الكتاب معانى هذا الركن العظيم وهو الحج، فالكتاب لا يتناول كيفية أداء المناسك من الناحية الشرعية الفقهية، وإنما يتناول ما وراء مناسك الحج من معان ومفاهيم وما يمكن استنباطه من مبادئ.
وعندما تقرأ للشيخ الشعراوى فلك أن تتخيل كمية الأفكار والتجليات العميقة التى يفيض بها هذا الرجل المبارك، فالكتاب ملئ بالمشاهدات والملامح الإيمانية العظيمة التى يخرجها لنا المؤلف من طيات الركن الخامس من أركان الإسلام.
من "لبيك اللهم لبيك" يحلق بنا الشيخ الشعراوى ويظهر لنا أبعاد التلبية والنعمة التى مكنت الانسان من أن يكون فى هذا الموقف ملبياً دعوة الله بالحج إليه، ومااعظمها من نعمة، بلغنا الله وإياكم أداءها على أكمل وجه . ثم إلى الميقات وإلى مكة حيث تطوف وكأنك تعرج إلى السموات السبع واحدة تلو الأخرى، فتصبح قلباً معلقا بالسماء، يستطيع الشيخ بكلماته البسيطة والنافذة إلى القلوب أن يأخذك بيدك إلى هذه المشاعر الروحانية العالية، ثم يفصل فى قصة إبراهيم عليه السلام ومقامه وكيف أنه زاد على ماطلب منه، وهى بذلك إشارة إلى الاحسان فى الأعمال بأكثر مما فرض علينا.. وهكذا يكمل معنا حتى نهاية مناسك الحج.
بحلول موسم الحج فى كل عام تمتلئ القلوب شوقا للذهاب الى بيت الحرام لأداء فريضة الحج وزيارة قبر الرسول الله صلى الله عليه وسلم, لما فى ذلك من متعة روحية لا تعادلها متعة أخرى، من إحساس بالقرب من الله ومن انشغال بالله سبحانه وتعالى عن خلقه جميعا سواء كانوا أهلا أو أقارب أو عشيرة أو غير ذلك من صلات القربى.