تمر اليوم ذكرى رحيل الروائى والناقد المصرى إبراهيم عبد القادر المازنى، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا الشهر أغسطس 1949م، وهناك جدل حول ذكرى رحيل الكاتب والناقد والشاعر الكبير إبراهيم المازنى، حيث اختلفت الآراء حول يوم رحيله، فعلى المواقع الإلكترونية مثل الهيئة العامة للاستعلامات ذكرت أنه رحل يوم 6 أغسطس وبعض المواقع ذكرت يوم1 و9 و10 أغسطس وويكبيديا والهيئة العامة للكتاب هربت من الجدل وقالت إنه رحل فى أغسطس.
إبراهيم عبد القادر المازنى، أديب احترف الصدق ولكنه لم يحترف التزويق صاحب حس مرهف، وأسلوب ساخر، يشيع فى كتاباته روح المرح التى اعتاد عليها رغم ما يعتريه من حزن داخلى، كما يعتنى بالفكرة وبالتعبير عنها ولا يبالى الزخارف والقيود اللفظية، الذى لم يسخر يراعه للأعراض المادية – طوال حياته – لأنه كاتب يعتز بذاته وبأدبه.
قصص الحب مع المازنى لا تعد ولا تحصى، حيث أحصى عباس محمود العقاد عدد حبيبات المازنى ووجد أنهن 17 حبيبة، وكان الحب لأول مرة وھو فى الثالثة عشرة من عمره مع بنت الجیران فى السیدة زینب بعد أن أنقذ لھا قطتھا من فوق الشجرة وأصیب نتیجة ھذه المغامرة ببعض الجروح البسیطة، وكان یجاھر بحب ھذه الصبیة وسط الأھل والجیران، وعندما كبر راح یكثر من مغامراته النسائیة حتى ولو من باب (الصیت ولا الغنى) وذلك كسلاح جدید یؤكد به لنفسه وللآخرین أنھ لیس (أقل) من غیره بل إنه یتفوق علیھم .
ولد المازنى فى 19 أغسطس 1890 فى القاهرة ويرجع نسبه إلى قرية " كوم مازن" التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية. تطلع المازنى إلى دراسة الطب وذلك بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، ولكنه عندما دخل صالة التشريح أغمى عليه، فترك هذه المدرسة وذهب إلى مدرسة الحقوق ولكن تم زيادة المصروفات فى ذلك العام من خمسة عشر جنيها إلى ثلاثين جنيها، فعدل عن مدرسة الحقوق إلى مدرسة المعلمين.
وعمل بعد تخرجه عام 1909 مدرساً ولكنه ضاق بقيود الوظيفة, حدثت ضده بعض الوشايات فاعتزل التدريس وعمل بالصحافة حتى يكتب بحرية كما عمل فى البداية بجريدة الأخبار مع أمين الرافعى، ثم محرر بجريدة السياسة الأسبوعية، رئيسا لتحرير جريدة السياسة اليومية، ثم رئيسا لجريدة الاتحاد كما عمل بجريدة البلاغ وغيرهم الكثير من الصحف الأخرى كما انتخب وكيلا لمجلس نقابة الصحفيين عام1941، كما انتشرت كتاباته ومقالاته فى العديد من المجلات والصحف الأسبوعية والشهرية، وعرف عن المازنى براعته فى اللغة الإنجليزية والترجمة منها إلى العربية فقام بترجمة العديد من الأشعار إلى اللغة العربية، وتم انتخابه عضواً فى كل من مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والمجمع العلمى العربى بمصر.
عرف المازنى كواحد من كبار الكتاب فى عصره واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربى والأدب الإنجليزى كغيره من شعراء مدرسة الديوان.
يعد المازنى من رواد مدرسة الديوان وأحد مؤسسيها مع كل من عبد الرحمن شكرى، وعباس العقاد، عشق الشعر والكتابة الأدبية وعمل فى شعره على التحرر من الأوزان والقوافى ودعا كغيره من مؤسسى مدرسة الديوان إلى الشعر المرسل، هذا على الرغم من أننا نجد أنه غلب على شعرهم وحدة القافية، اتجه المازنى للنثر وأدخل فى أشعاره وكتاباته بعض المعانى المقتبسة من الأدب الغربى.
ومن مؤلفاته بشار بن برد وحصاد الهشيم وخيوط العنكبوت وديوان النقد بالاشتراك مع عباس محمود العقاد ورحلة الحجاز ورحلة إلى شعر حافظ والشعر غايته ووسائله وصندوق الدنيا وفى سبيل الحياة وقبض الريح ومن الأعمال القصصية إبراهيم الكاتب وإبراهيم الثانى وأقاصيص وثلاثة رجال وامرأة وع الماشى وصدر له ديوان المازنى فى جزأين 1913 و1915