يؤدى هذه الأيام آلاف المسلمين، مناسك الركن الأعظم من الإسلام، فريضة الحج، ولعل من أبرز لوحات المستشرقين التى تناولت مناسك الحج، هى لوحة الفنان والمستشرق الفرنسى "ليون بيلى"، بعنوان "حجاج فى طريقهم إلى مكة" التى رسمها عام 1861م، وهى واحدة من لوحات فنية التى تحكى الشوق إلى مكة، وتستعرض الطرق التاريخية التى كان يسلكها الحجاج المتوجهون من العراق والشام ومصر إلى بيت الله الحرام.
وفى لوحته الشهيرة يصور "بيلى" فيها قافلة من الحجاج، يشقون الصحراء على ظهر الجمال، أو سيرًا على أقدامهم، فى طريقهم لبيت الله الحرام، فى حالة تامة من الخشوع غير متأثرين بشمس الظهيرة الوثنى، الذى يكاد يحرق أجسادهم، منبهرًا بالعزيمة الرائعة فى نفوس المسلمين وما يتحمله الحاج قديما قبل ظهور وسائل المواصلات الحديثة بشتى أنواعها للحج لبيت الله الحرام.
لوحة الحجاج نالت الميدالية الذهبية فى المعرض السنوى العالمى فى باريس فى سنة 1861، ولا تحتاج لأى تمجيد أخر، كما نالت فى أن تكون مقدمة الشِعار فى لائحة حلب عاصمة الثقافة الإسلامية 2006، بالإضافة أنها تسكن فى أفضل القصور المخصصة للفن، وهو متحف اورساى musée d'Orsay، فى البناء الذى كان محطة القطار فى باريس.
هذه مقدمة عن اللوحة، لكن الهدف الأساسى لهذا التفصيل هو شيء أخر، فى عام 1861 قال أحد الناقدين، إن لوحة الحجاج الى مكة للفنان ليون بيلى هى التى جذبت أبصار المجتمع من حيث الجمال إلى موضوع الانسانية والتكون اللونى و الفكرة بصورة عامة، هذه اللوحة أضاءت الصالون لوحدها، لكن قال ناقد أخر، أنها لوحة تحصُر الحُجاج حصرا شديدا، وأنها قافلة متطاولة وفيها كثير من الإبل الفارغة من الحمل, وقليل من الناس بالنسبة إلى الإبل.