تمر اليوم ذكرى رحيل العالم المصرى أحمد زويل الذى رحل فى 2 أغسطس من عام 2016 وقد حقق شهرة دولية بحصوله على جائزة نويل فى عام 1999، وقال الدكتور أحمد زويل عن نشأته فى كتابه المهم "عصر العلم" تحت عنوان "بين النيل والمتوسط.. البداية" : تمنيت لو كان لى الوعى الكامل لحظة الميلاد، فقد ولدت عام 1946، على مسافة عام واحد من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وعلى مسافة مائة ميل تقريبا من كبرى معاركها.
وقال: كانت البداية فى مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فى دلتا مصر، ومدينة دمنهور مدينة فرعونية قديمة يعتقد أنها كانت تضم معبدا لعبادة إله السماء، الإله حورس، ثم تحور الاسم مع الزمن إلى ما هو عليه الآن، وأعتقد أن اسم المدينة لم يأت من كونها موطنا لمعبد إله السماء، ولكن لأن الشمس، ممثلة فى إحدى عينيه، والقمر فى الأخرى، كانت بالغة السخاء مع المدينة وأهلها فأعطتهم بمناخ معتدل، فجادت الأرض على أهلها بوافر المحاصيل الزراعية.
وتابع: كان أبى قد ولد فى الإسكندرية فى الخامس من سبتمبر 1913 لأبوين رزقا بأربعة أولاد وأربع فتيات، وكان للحرب العالمية الثانية دور فى مجرى حياته.
وقد شعر سكان الإسكندرية بالحب نظرا لقرب مدينته من جهة القتال فى شمال أفريقيا، وفى شهر مايو 1941 كانت قوات المحور تتمركز فى السلوم ومرسى مطروح، وكانت مصر متورطة بعمق فى هذا الصراع، فمن جهة كانت مصر من الناحية الرسمية أحد حلفاء بريطانيا تبعا لمعاهدة سنة 1936 بين بريطانيا ومصر، ومن جهة أخرى لم يكن المصريون سعداء باحتلال الإنجليز لبلادهم. وفى نوفمبر 1942 تغلبت قوات مارشال برنارد مونتجومرى على قوات الفيلد مارشال أروين روميل فى واحدة من أكثر المعارك الحربية سفكا للدماء وهى معركة العلمين والتى تبعد إلى العرب من الإسكندرية بنحو 110 كم. وقد شكلت معركة العلمين ومعركة ستالنجراد، والتى وقعت بعد موقعة العلمين بوقت قصير، نقطة التحول الأساسية فى مسار الحرب.
وقد دون ونستون تشرشل فى مذكراته قوله "قبل العلمين كنا نبغى البقاء وبعدها أصبحنا منتصرين" وفى الوقت الحاضر توجد مقبرة عملاقة فى العلمين والتى أقيمت كنصب تذكارى لآلاف الجمود الألمان والإيطاليين والبريطانيين بالإضافة إلى جنود دول الكومنولث الذين قتلوا فى هذه المعركة.
إبان تلك الفترة.. تدهور الاقتصاد المصرى وعم الكساد وغادر كثير من أهل الإسكندرية مدينتهم، وكان والدى واحدا من هؤلاء، حيث هاجر من الإسكندرية، أو عروس البحر الأبيض المتوسط إلى مدينة دسوق الأكثر أمنا، وأقام مشروعا تجاريا، كان الأول من نوعه فى المدينة، وهو استيراد الدراجات الآلية وغير الآلية، ثم التحق بعد ذلك بوظيفة حكومية. وبعد أن استقر فى مدينة دسوق أصبح والدى معروفا لدى مواطنى هذه المدينة، ومن ثم أقدم علة الزواج واقترن بوالدتى والتى كانت تصغره بعشر سنوات وتم الزواج بالطريقة التقليدية التى كانت سائدة آنذاك، حيث لم تر والدتى عريسها المنتظر قبل أن يتقدم لخطبتها رسميا من عائلتها، وقد استمرا معا نحو خمسين عاما إلى أن توفى والدى فى الثانى والعشرين من أكتوبر عام 1992 عن تسعة وسبعين عاما.