فى يوم 2 أغسطس من عام 1934 أصبح أدولف هتلر قائداً لألمانيا، وذلك عندما أصبح "الفوهرر" الذى يحكم كل شىء، لكنه لم يصل إلى هذا المنصب بسهولة فقد قام بقتل منافسيه ومساعديه أيضا كى يجلس وحيدا على قمة السلطة.
يقول كتاب "خرافة الزعيم القوى: القيادة السياسية فى العصر للحديث" تأليف أرشى براون، ترجمة نشوى ماهر كرم الله، أن هتلر كان مرتاب فى ولاء "روم" قائد الجناح شبه العسكرى للحزب الفاشى، لذا أمر باعتقاله وقتله رميا بالرصاص، أما حرس هتلر الخاص (كتيبة الحماية) الذى كان أدنى مرتبة من الجناح شبه العسكرى للحزب الفاشى، فقد صار فوقه، حتى تحول الجناح شبه العسكرى إلى مجرد هيئة للرياضة العسكرية والتدريب.
وقد أغلقت صفحة الجناح شبه العسكرى للحزب الفاشى فى يوليو 1934، لكن هتلر كان يواجه فى الوقت نفسه خطرا محتملا من مصدر مختلف تماما، فقد توازى قتل كبار قادة الجناح شبه العسكرى مع اغتيال عدد من الشخصيات المحافظة ذات المكانة المرموقة منهم المستشار السابق الجنرال كيرت فون شلايشر وزوجته، وقد صور هتلر و"جوبلز" هذا التطهير بأنه وضع نهاية للجناح شبه العسكرى وأن هذا عمل بطولى لمنع "روم" من القيام بانقلاب كان من شأنه الإبقاء على ألمانيا فى حالة ثورة مستمرة، وقد صدق كثير من الألمان من الطبقة الوسطى هذا الزعم الكاذب، حتى ظنوا أن هتلر أنقذ ألمانيا من الفوضى.