نشاهد، اليوم، لوحة "المنتصر" للفنان التشكيلى الكبير حامد ندا، والتى أبدعها فى عام 1973 وصور فيها فرحة المصريين بحرب التحرير التى خاضها الجيش المصرى ضد جيش الاحتلال الاسرائيلى.
عاش الفنان حامد ندا بين عامى (1924- 1990) التحق بكلية الفنون الجميلة الملكية عام 1948 وفيها تعلم على أيدى رائدى الأكاديمية والتأثيرية: أحمد صبرى ويوسف كامل.
مر فن حامد ندا بعدة مراحل فى مرحلة الأربعينات وجه حامد ندا ثقله الفنى والفلسفى تجاه نقد المجتمع بسلبياته وشخوصه، ومن أعمال تلك الفترة القبقاب 1947 لوحة داخل المقهى عام 1948 وغيرها، وفى الخمسينات ومع انضمامه للجمعية الأدبية المصرية أبدع مجموعة لوحات نال بها درجة الدبلوم من الفنون الجميلة، وأمضى عاماً فى بعثة داخلية بمرسم الفنون الجميلة بالأقصر عام 1956، فى عام 1957 عاد ليعمل بالتدريس بكلية فنون الإسكندرية، ومن أعمال الفترة لوحات الحصان الأزرق 1958.
فى عامى 1960 - 1961 سافر إلى إسبانيا لإتمام دراسة التخصص الدقيق فى التصوير الحائطى والتصميمات من أكاديمية سان فرناندو بمدريد، وأقام معرضين للرسم الجدارى، فى أواخر عام 1962 حضر إلى القاهرة ليقوم بالتدريس بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وفى عامى 1963- 1964 أقام معرضا كبيرا لأعماله ضم أشهر لوحاته "العمل فى الحقل" 1962، توأمتان 1963، مع بداية 1972 بدأت مرحلة أخرى اعتمدت على المساحات الصغيرة، وما بعد 1973 عادت الموضوعات العامة إلى لوحاته بعيدا عن لوحات للاستعمار والسياسة، وظهرت لوحات الحصان والقمر 1974، والفترة التالية يعود ندا مرة أخرى إلى الأسلوب التراجيدى الواضح وأحيانا التهكمى، اشترك فى معظم المعارض الفنية الرسمية العامة منذ عام 1948 وحتى عام 1987، له نحو 25 معرضاً فردياً أشهرها معرضه فى برلين الغربية عام 1956كتب عنه النقاد الألمان أكثر من 12 دراسة، سافرت معارضه إلى معظم الأقطار العربية والأوروبية. فاز بجائزة الدولة التقديرية لعام 1990 فى مجال الفنون، ولكن حال الموت دون تسلمه الجائزة، فتسلمها ابنه نيابة عنه.