شهدت الأيام الماضية تراجعا كبيرا فى أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وتزايد أعداد المتعافين من الفيروس القاتل، وذلك بفضل الإجراءات الحكومية لمواجهة انتشار العدوى.
وأصيب نحو 18 مليون شخص حول العالم، حتى الآن بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" فى الوقت الذى يمنى فيه الناجون من الإصابة أنفسهم بقدرة خلاياهم المناعية فى التعرف على المرض للوقاية منه ومحاربة العدوى، لكن بعيدا المتعافون من فيروس كورونا، كيف كان حال الناجون من الأوبئة قديما، خاصة وقت انتشار وباء "الموت الأسود"؟
وبحسب كتاب "عودة الموت الأسود.. أخطر قاتل على مر العصور" تأليف سوزان سكوت وكريستوفر دنكان، فإنه من المؤكد أنه لم يمت كل من اتصل بشخص مصاب؛ فقد رأينا إليزابيث براون تلك الأرملة التى تولت عائلة كروسبى رعايتها فى أيامها الأخيرة، ونَجَوْا جميعًا. وثمة الكثير من الحالات التى نجا فيها من الطاعون فرد أو أكثر من أفراد العائلة؛ فى الغالب كان طفلًا صغيرًا.
ووجدنا أن كثيرين ممن شهدوا على وصية أحد ضحايا الطاعون الذين كانوا يعانون سكرات الموت نَجَوْا كذلك حتى لو كان الطاعون قد أصاب عائلاتهم هم أيضًا، لم يكن يوجد على ما يبدو أية صعوبة فى إيجاد شخص لديه الاستعداد للتعرض للعدوى أثناء الشهادة على الوصية، بل توفر للبعض أكثر من ستة شهود. يشير هذا إلى أن بعض الأشخاص كانت لديهم مقأومة للعدوى فى هذا الوباء.
مع أننا وجدنا أمثلة على أشخاص انتقلت إليهم العدوى بلا شك من شخص على فراش الموت، فإننا رأينا أنه عادة ما كان الشخص أقل قدرة على نقل العدوى بمجرد ظهور الأعراض. ربما يفسر هذا نجاة الكثير من الشهود.
أما عن وضع الناجين من الموت الأسود، فقد عاد المجتمع للوقوف على قدميه سريعًا جدًّا؛ إذ أُقيمت الأسواق مرة أخرى ووفد الأفراد من المقاطعات المجاورة ليستحوذوا على الأراضى والمنازل الشاغرة ويغتنموا جميع الفرص الوظيفية، وأظهرت الأبحاث التاريخية التى أجرتها سو سكوت أن المجتمع صار كأنه بلدة حدودية.