ما من رواية استطاعت أن تخلد فى ذاكرة القراء، ويتفق الجميع عليه مكونها الإبداعى الرفيع، مثل ثلاثية الأديب العالمى نجيب فى محفوظ، التى لا تزال نابضة بالروح ومعبرة عن الأحداث، ويضعها الكثيرون على قائمة الروايات العربية، وقد حولها المخرج الكبير حسين الإمام إلى أعمال سينمائية معروفة، والثلاثية متتالية روائع أدبية ألفها الأديب المصرى نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للأدب، حيث صدر الجزء الأول "بين القصرين" عام 1956، والثانى "قصر الشوق" سنة 1957، وفى العام نفسه صدر الجزء الثالث "السكرية"، وتم تصنيف الثلاثية كأفضل رواية عربية فى تاريخ الأدب العربى حسب اتحاد كتاب العرب.
تحكى رواية الثلاثية لـ نجيب محفوظ قصة أسرة من الطبقة المتوسطة تعيش فى حى شعبى من أحياء القاهرة فى فترة ما قبل وأثناء ثورة 1919، يحكم هذه الأسرة أب متزمت ذو شخصية قوية هو "السيد أحمد عبد الجواد" وتعيش معه زوجته السيدة "أمينة" وأبناؤه "ياسين وفهمى وكمال" إضافة إلى ابنتاه "خديجة وعائشة".
الجزء الثانى من الثلاثية يعرض الكاتب حياة أسرة السيد أحمد عبد الجواد بعد وفاة نجله فهمى فى أحداث ثورة 1919، وينمو الابن الأصغر كمال ويرفض أن يدخل كلية الحقوق وذلك لشغفه بالأدب والعلوم والفلسفة، ويتعرض لحياة ابنتى السيد أحمد وتنتهى أحداث القصة بوفاة سعد زغلول.
ويتناول الجزء الثالث من الرواية جيل ما بعد الثورة وحارة السكرية والأوضاع وتقلبات الأحوال.
والشخصية الرئيسية بالروايات الثلاث هى شخصية السيد أحمد عبد الجواد، والقصص الثلاث تتبع قصة حياة كمال ابن السيد أحمد عبد الجواد من الطفولة إلى المراهقة والشباب ثم الرشد، وأسماء الروايات مأخوذة من أسماء شوارع حقيقية بالقاهرة بحى الجمالية التى شهدت نشأة نجيب محفوظ.
وعند صدور الثلاثية فى منتصف الخمسينيات فوجئ محفوظ باهتمام كثير من النقاد بأعماله السابقة حتى أن الناقد المصرى لويس عوض كتب مقالا عنوانه نجيب محفوظ.. أين كنت، سجل فيه أن الحفاوة بمحفوظ مبررة ولكنها تدين النقاد الذين تجاهلوه طويلا.