واحد من أهم التواريخ لدى اليهود هو يوم 9 أغسطس، الذى يعتقد اليهود أنه اليوم الذى شهد هدم وتدمير هيكل سليمان "الهيكل الأول" على يد البابليين، كما يذكر التاريخ العبرى أيام الملك البابلى نبوخذ نصر، وهو أحد أيام الصيام المفروضة على الذكور اليهود.
وهيكل سليمان أو معبد سليمان أو بيت المعبد الأول أو البيت المقدس، حسب التسمية اليهودية المعروف باسم بيت همقدش، وفقاً للكتاب المقدس، هو المعبد اليهودى الأول فى القدس الذى بناه الملك سليمان، وقد دمره نبوخذ نصر الثانى بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد.
هو أحد الاماكن المقدسة لدى اليهود ويعتقدون أن المسيح سيعيد بناء بيت همقدش، ولا يعرف بالضبط أين موقع بيت همقدش، ويظن بعض اليهود أن موقعه مكان مسجد قبة الصخرة أو بجانبه، لكن ماذا تقول الأديان الإبراهيمية عن الهيكل، وهل ذكر فى المسيحية أو الإسلام؟
فى العهد القديم
يذكر الكتاب المقدس، والعهد القديم من الكتاب المقدس، يعطى مكانة مهمة للهيكل، حيث يذكر وحده؛ دون دليل أثري. أن داود هو صاحب فكرة بناء هيكل ثابت للرب بدل خيمة الشهادة المتنقلة. «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَأَنْتَ تَبْنِى لِى بَيْتًا لِسُكْنَايَ؟ لأَنِّى لَمْ أَسْكُنْ فِى بَيْتٍ مُنْذُ يَوْمَ أَصْعَدْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، بَلْ كُنْتُ أَسِيرُ فِى خَيْمَةٍ وَفِى مَسْكَنٍ» ــ سفر صَموئيلَ الثَّانى (7: 5-6).
وقد وعد الرب داود بأن يكون البناء فى عهد ابنه ووريثه، سليمان، «هُوَ يَبْنِى لِى بَيْتًا وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّهُ إِلَى الأَبَدِ» ـ سفر أخبارِ الأيّام الأوَّلُ (17: 12). أما موضع الهيكل وهندسته فقد عينه داود قبل موته،«فَقَالَ دَاوُدُ: «هذَا هُوَ بَيْتُ الرَّبِّ الإِلهِ، وَهذَا هُوَ مَذْبَحُ الْمُحْرَقَةِ لإِسْرَائِيلَ». وَأَمَرَ دَاوُدُ بِجَمْعِ الأَجْنَبِيِّينَ الَّذِينَ فِى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، وَأَقَامَ نَحَّاتِينَ لِنَحْتِ حِجَارَةٍ مُرَبَّعَةٍ لِبِنَاءِ بَيْتِ اللهِ. وَهَيَّأَ دَاوُدُ حَدِيدًا كَثِيرًا لِلْمَسَامِيرِ لِمَصَارِيعِ الأَبْوَابِ وَلِلْوُصَلِ، وَنُحَاسًا كَثِيرًا بِلاَ وَزْنٍ، وَخَشَبَ أَرْزٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَدَدٌ لأَنَّ الصِّيدُونِيِّينَ وَالصُّورِيِّينَ أَتَوْا بِخَشَبِ أَرْزٍ كَثِيرٍ إِلَى دَاوُدَ.
فى الإنجيل
الإنجيل أو العهد الجديد من الكتاب المقدس، تعامل مع هيكل فى إطار روحى ورمزى، و لم يقدسه مثل اليهود، لأن بمجئ المسيح الذى أتى الى عالمنا قد تحققت، بل تكمّلت روحيا فى شخص يسوع المسيح، ففى عظته على الجبل (متى 5:17) علم المسيح قائلا "لا تظنوا انى جئت لانقض الناموس أو الانبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل" وعلى الصليب قبل ان يسلم الروح، فالعبارة الاخيرة التى قالها يسوع كانت "قد أكمل" (يوحنا 19:40).
وبحسب المصادر المسيحية، لقد تحققت تلك النبوءات فى تعاليمه وموته وقيامته وصعوده الى السماء، ومن ثم تحققت فى تعليم رسل الكنيسة الاولى (بولس وبطرس) بعد حلول الروح القدس، حيث اصبحت الكنيسة هيكل الله الجديد الحى، فى تعليقه على نبوءة النبى حزقيال (40-48) عن إعادة بناء الهيكل الجديد، أو النبوءات الأخرى فى هذا الشأن يقول اللاهوتى الهولندى الانجيلى Herman Bavink فى كتابه The Last Thnigs" "الامور الاخيرة" الذى صدر العام 1996 أن الهيكل الهديد الذى رآه النبى حزقيال منذ حوالى 2500 سنة ق.م، انما يرمز فى شكل روحى ومجازى الى الجسد الروحى لكنيسة المسيح فى العهد الجديد.
الرأى الإسلامى
للحرم القدسى قدسية خاصة لدى المسلمين فهو أولى القبلتين وثانى مسجد وُضع فى الأرض وإليه أُسرى بالرسول قبل أن يعرج إلى السماء فى حادثة الإسراء والمعراج، ويرى المسلمون أنه لا وجود لهيكل سليمان تحت المسجد الأقصى، وأنها قصة قد ألفها اليهود كذريعة لهدم المسجد الأقصى. فى حين يرى البعض الآخر كابن خلدون وابن الوردى أن الهيكل كان موجوداً فى الحقيقة، كما أن الهيكل ورد ذكره فى القرآن الكريم فى سورة الإسراء (وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) كما ورد ذكره فى الأحاديث النبوية كحديث (أوحى الله إلى سليمان بن داود أن يبنى بيت المقدس وكانت أرضا لرجل فاشترى منه الأرض).