احتلّ لبنان وعاصمته بيروت مكانة خاصّة في قلب الشاعر نزار قبانى، حيث ترجم محبّته لبلاده بكلمات في قصائد حفظتها الذّاكرة والتّاريخ وأصبحت أيقونة للبلد الذى شهد منذ أيام انفجار مفجع خلف مئات الضحايا وآلاف المصابين، ولعلّ من أجمل ما كتبه نزار قبانى عن لبنان هو في السّطور التّالية:
يا ست الدنيا يا بيروت
من باع أساوركِ المشغولة بالياقوت؟
ومن صاد خاتمك السحرى
وقص ضفائرك الذهبية؟
من ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضراوينْ..
هذه الأبيات الشعرية للعملاق الراحل نزار قبانى تصف المأساة اللبنانية قبل سنوات طويلة، بعد ما شابها دمار الحرب الأهلية ومزقتها النزعة الطائفية، وتمر عقود من الزمن وتكتم لبنان آلامها لكن الوضع أصبح غير قابل للاحتمال.
وفى أكتوبر الماضى، أطلقت الأوضاع الاقتصادية المتردية شرارة احتجاجات مدوية فى كل أنحاء ست الدنيا، ولأول مرة يتظاهر اللبنانيون تحت شعار "كلكن يعنى كلكن" معلنين نبذهم لطائفية دمرت أحلامها لسنوات طويلة.
وخرجت الأطياف السياسة تعد الشعب اللبنانى بمستقبل أفضل، لكن أتت جائحة كورونا بما لا يشتهى الجميع، وقبع الشعب اللبنانى فى بيته محاصر ما بين المرض والفقر ونقص الغذاء وينتظر الموت فى أى لحظة لكنه جاء له من طريق آخر!
وأخيرا فجرت شحنة "نترات الأمونيوم" فى مرفأ بيروت القلوب الممتلىء بالغضب بعد رؤية مشاهد لا تنسى من الحزن والآلم والقهر.. لمعرفة كيف ساءت الاوضاع في لبنان حتي وصلنا لمشهد المظاهرات الاخير شاهد الفيديو التالي...