نقرأ معا كتاب "الإيمان والسلطة.. المرأة فى الإسلام" لـ لوسيان دوجيز، والذى صدرت ترجمته عن المركز القومى للترجمة، كتاب يجسد الدور الحقيقى للمرأة كما تراه حضارة المسلمين، فهو دور فعال وليس دور الخضوع إلى الرجل.
ويضم سردا لعدد من النساء اللاتى كانت لهن أدوار رئيسية فى تاريخ الإسلام، ومنهم آسية بنت مزاحم، ومريم ابنة عمران، السيدة خديجة بنت خويلد، والملكة أروى، والملكة شجر الدر، وست الملك، وغيرهن من النساء اللاتى لهن دور فعال فى التاريخ.
ولا يفوتنا أن نذكر أن المرأة المصرية نهضت فى العصور الوسطى بدورها كاملا، سواء فى الحياة العامة أو الخاصة، إذ كان دور المرأة محجوبا فى الحياة العامة فى الشطر الأول من تاريخ مصر فى فجر الإسلام، وذلك بحكم تقاليد المجتمع الجديد وأوضاعه، على أننا لا نلبث منذ عصر الطولونيين أن نصادف إشارات عابرة فى المصادر إلى أهمية المرأة ومكانتها سواء أكانت ابنة أو زوجة أو أما، وازدياد الدرور الذى تمارسه فى الحياة العامة، ومهما يقال من أن خمارويه أسرف فى جهاز ابنته قطر الندى ليظهر فى صورة لائقة أمام زوجها الخليفة المعتضد العباسى، فإنه لا يخفى علينا أن قصة زواج قطر الندى من الخليفة فيها كثير من التفاصيل التى تدل على الحرص على تكريم المرأة فى ذلك العصر، وهكذا حتى كان العصر الفاطمى، فنجد كثيرا من الإشارات لا عن مكانة المرأة واحترامها فحسب، بل أيضا عن الدور الذى قدر لها أن تلعبه أحيانا فى الحياة السياسية للدولة، من ذلك ما يرويه المقريزى عن الثروة التى تركها ابنتا الخليفة المعز الفاطمى (رشيدة وعبدة) وهى ثروة ضخمة تشهد على مكانتهما، أما ست الملك بنت الخليفة الفاطمى العزيز، زأخت الخليفة الحاكم بأمر الله فتجمع المراجع على ما كان لها من نفوذ وكلمة مسموعة فى شئون الدولة.