تمر اليوم الذكرى الـ211، على نفى الزعيم الوطني عمر مكرم إلى دمياط بقرار من محمد علي باشا على الرغم من الدور الذي لعبه عمر في وصول محمد علي إلى حكم مصر في عام 1805، إذ صدر قرار إبعاده عن القاهرة بواسطة "الباشا" فى 12 أغسطس عام 1809م.
اشتهر محمد على بالذكاء والدهاء والمكر ما ساعده فى الوصول إلى حكم مصر، رغم صغر سنه فى هذه المرحلة، واستطاع التودد والتقرب من مشايخ البلد، ومن الشعب، حتى طالبوه هم انفسهم بتولى حكم البلاد، مما عده البعض بسبب خداعه، فهل تولى محمد على حكم مصر بـ"الحيلة"، وخلال السطور التالية نوضح كيف استخدم الباشا حيلته لإبعاد الزعيم عمر مكرم:
س/ ما الأسباب التى دفعت محمد على إلى نفى الزعيم عمر مكرم؟
ج: كان الخلاف قد اشتد بين العلماء فى الوقت الذى عم فيه البلاء والغلاء ونقصت الأغلال ونقص معها إيراد النيل، وعم القحط وبدأ الناس يلجأون للعلماء مستغيثين بهم، لإعفائهم من الضرائب التى أفسدت حياتهم، وبدأ العلماء بدورهم يلجأون إلى الباشا محمد على يطالبونه بالكف عن فرض ضرائب جديدة وتقليل الضرائب القديمة ورفع المظالم، لكن محمد على غضب غضبا شديدا، ونسب إليهم ظلم الأهالى، لأنه حينما أعفى أطيانهم من الضرائب الجديدة كانوا هم مع ذلك يقتضونها من الفلاحين وهددهم بمراجعة من نالهم من هذا الباب، فقبلوا المراجعة، وكان هذه الجدل نذير باشتداد الخلاف بين العلماء والوالى.
س/ كيف كانت الغيرة سبب نفى الزعيم عمر مكرم؟
ج: يوضح الكاتب أن ضعف الفرقة بين علماء المسلمين ودخول المطامع بينهم أدى ذلك إلى ضعف عزيمتهم، وبدأت قوتهم تتفتت، وبدأت المؤامرات والحيل تحاك ضد النقيب، بعدما كانوا فى البداية يدا واحدة وراء زعيمهم، حتى تم نفيه إلى دمياط لينتهى بذلك دور الزعامة الشعبية فى عصر محمد على.
س/ كيف استغل محمد على الانقسام بين العلماء؟
ج: محمد على استغل ذلك الأحداث لإحداث وقيعة بين العلماء والنقيب عمر مكرم، فبعد أن كانوا يرفضون الاجتماع مع الوالى، تدخل ليؤلبهم على النقيب، وبدأ الحسد والطمع يظهر فى النفوس، ورغم محاولة محمد على إجبار عمر مكرم بالمجئ إليه للتفاوض لكن الأخير يظل يرفض إلا بعد أن يرفع مظالمه، وهو اشتد من حالة الجفاء بينهم وبدأت اللهجة بينهم تشتد، ومع بلوغ حد الأزمة، فقرر الوالى معاقبة النقيب.
س/ لماذا اختار محمد على دمياط لنفى عمر مكرم إليها؟
ج: قرر محمد على عقاب عمر مكرم بإبعاده عن نقابة الأشراف ونفيه إلى دمياط ليبعده عن القاهرة، حيث كان له من النفوذ ما يجعل أهلها رهن إشارة منه.
س/ كيف صدر قرار نفى عمر مكرم؟
ج: قرر دعوة عمر مكرم فى 9 أغسكس 1809م، للحضور إلى القلعة، لكن النقيب رفض أيضا، فأمر بعزله ونفيه إلى دمياط، وتعيين السيد محمد السادات نقيبا للأشراف بدلا منه، لكن الزعيم عمر مكرم قابل القرار بثبات قائلا: "أما منصب النقابة فإنى راغب عنه زاهد، وليس فيه إلا التعب، وأما النفى فهو غاية مطلوبى".