لم تكن معركة اليرموك بين المسلمين والروم، معركة عادية بل كانت أكبر من ذلك، لقد غيرت النظام العالمى بالمعنى الفعلى، فهى الهزيمة الحقيقية لدولة الروم فى بلاد الشام، والظهور الفعلى للدولة الإسلامية فى المنطقة.
وقعت المعركة فى 12 من شهر أغسطس عام 636 ميلادية المناسب للعام 15 هجريا، واستطاع المسلمون بقيادة خالد بن الوليد أن ينتصروا على الروم بقيادة ماهان فى معركة اليرموك، وقد قتل من الروم 50 ألفًا ومن المسلمين 3 آلاف، وتم إثر هذه المعركة فتح باقى بلاد الشام وسقوط الإمبراطورية البيزنطية.
يقول كتاب "معارك فاصلة فى التاريخ الإسلامى" لـ سهيل إبراهيم عيساوى، معركة اليرموك بوابة أخرى للفتح الإسلامي، وأسطورة النصر الربانى، وكان المسلمون قد جربوا قتال الروم فى عدة معارك أهمها مؤتة 628 ميلادية. حيث تكبد المسلمون الخسارة، ولولا حنكة خالد بن الوليد الذى أنقذ الجيش من براثن جيش الروم بانسحابه سرا، فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم "سيف الله المسلول" وقال عنه الخليفة الراشدى الأول: والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد".
أسباب معركة اليرموك، رغبة الجيش الإسلامى فى نشر الدين الجديد، الرغبة فى إخضاع مناطق جديدة لنفوذ المسلمين، جاءت معركة اليرموك استمرارا لمعارك وقعت بين الطرفين.
المعركة
فى صيف عام 636 افتتح البيزنطيون المعركة بجيش عظيم يقوده تودز البطريق، فالتقاهم المسلمون ف اليرموك وهو رافد من روافد الأردن، منشأة فى حورلن ومصبه بحيرة طبريا، بلغ عدد جيش هرقل من الروم وأهل الشام وأهل الجزيرة وأرمينية راماء مائتى ألف، وبلغ عدد المسلمين أربعة وعشرين ألف، بالرغم من قلة عدد المسلمين، إلا أن خالدا رأى العكس فحين قال أحد الجنود: ما أكثر الروم وما أقل المسلمين، انتهره خالد وقال: بل ما أقل الروم وأكثر المسلمين، إنما تكثر الجنود بالنصر، وتقل بالخلان، لا بعدد الرجال".
أسباب انتصار المسلمين، الإيمان المتدفق، الخطط العسكرية، اختار المسلمون موضع المعركة، كانت بلاد سوريا مستعمرات بيزنطية مما سهل عليهم تركها.