لا نعرف للدولة الفاطمية التى كانت واحدة من الفترات المهمة فى التاريخ الإسلامى موقفا قويا ضد الحملات الصليبية، وظلت كذلك حتى نهايتها على يد الدولة الأيوبية التى تزعمها صلاح الدين الأيوبى.
وتمر اليوم ذكرى موقعة عسقلان فى 12 من شهر أغسطس عام 1099 الموافق لعام 492 هجرية آخر معارك الحملة الصليبية الأولى، والتى انتصر فيها الصليبيون على الفاطميين، ويذهب البعض إلى أن الفاطميين متهمين بالتواطؤ مع الصليبيين بينما يذهب البعض إلى أن مشكلة الفاطميين أنهم كانوا في أواخر أيامهم وأنهم كانوا يمرون بلحظات ضعف.
ويقول كتاب "الأحداث المهمة فى تاريخ الأمة " لـ مجيد الألوسى، اتسم العصر الفاطمى الثانى بالضعف مما أغرى الصليبيين على مهاجمة بيت المقدس ودخوله وذبح المسلمين فيه فى مجزرة ارتكبها القائد الصليبى جود فرى السفاح، ولهذا قام الوزير الفاطمى الأفضل بتجهيز جيش فاطمى وسار به حتى وصل مدينة عسقلان القريبة من القدس.
وسرعان ما وصلت أنباء سير الجيش الفاطمى إلى القائد الصليبى جود فرى فى بيت المقدس فجمع صفوف جيشه وهجم على الجيش الفاطمى فهزمه هزيمة قاسية راح ضحيتها عشرة آلاف رجل وفر الوزير الأفضل عائدا إلى مصر.
بينما يقول كتاب (معجم الفردوس) لـ مهند عبد الرازق "ثم استولى الصليبيون على القدس عام 492 هجرية ودحروا الفاطميين فى معركة عسقلان ثم استولوا على أرسوف وقيسارية، ثم هزموا الفاطميين فى معركة الرملة الأولى 494 هجرية وفى معركة الرملة الثانية 195 هجرية على الرغم من انتصار الفاطميين المؤقت الذى أعقبه انكسارهم.
وفى أيام الآمر العبيدى أخذ الفرنج عكا سنة 497 وهذا قلص النفوذ الفاطمى فى الساحل ثم أخذوا طرابلس فى سنة 5.2 هجرية فقتلوا وسلبوا، وجاءتها نجدة المصريين بعد فوات المصلحة، وأخذوا عرقة وبانياس وأخذوا بيروت بالسيف فى سنة 503 ثم صيدا سنة 504 بأيدى الصليبين، واستعصت عليهم صور، لأنهم استعانوا بالسلاجقة على الرغم من السيادة الفاطمية اسما، ثم قام الوزير الفاطمى بفرض السيادة كاملة على صور عام 1122 ليسلم صور إلى الصليبين عام 518 بعد حصار، وتسلموا فى عام 511 هجرية تبنين وبذلك تبين التواطؤ العبيدى على الإسلام، يأخذون مدن جنوبى الشام والساحل من السلاجقة ليسلموها بعد ذلك إلى الصليبين.