أيقونة الأديب الكبير الراحل يحيى حقى الخالدة فى أذهان المصريين، سواء فى حلتها الروائية أو الفيلم السينمائى، هى رواية "قنديل أم هاشم" الصادرة عام 1940، وتحولت إلى فيلم سينمائى إنتاج سنة 1968م، بسيناريو لصبرى موسى وإخراج كمال عطية و بطولة شكرى سرحان.
تتناول الرواية العلاقة بين المجتمع التقليدى بعاداته المتبعة جيلا بعد جيل، والحداثة التى بدأ تنتشر فى أوروبا ويتأثر بها عدد كبير من الشباب فى مصر الذين يذهبون إلى الغرب للدراسة ثم يعودون وقد تملكهم إحساس بالتناقض.
ورغم أن الرواية تناقش الصراع الدائم بين الشرق والغرب وبين العلم والوهم تتجاوز ذلك هذه التيمة، فتيمة الصراع طرحها توفيق الحكيم فى عصفور من الشرق وفعلها من بعدهما الطيب صالح فى "موسم الهجرة إلى الشمال"، لكن رواية "قنديل أم هاشم" تتجاوز التيمة لنجد الروح التى بثها يحيى حقى فى المكان وهو ابن المكان حيث ولد فى حى السيدة زينب، هى المسيطرة والمخلدة للأدب.
وتدور قصة الرواية حول إسماعيل طالب، يعيش فى حى السيدة زينب مع أمه وأبيه، ثم يسافر لاستكمال دراسة الطب فى ألمانيا، حيث يحتك بالحضارة الأوروبية وهناك يتعرف على فتاة ألمانية تعلمه كيف تكون الحياة، ثم يعود إسماعيل ويعمل طبيبًا للعيون ويفتح عيادة فى نفس الحى، السيدة زينب، يكتشف أن سبب زيادة مدة المرض عند مرضاه هو استخدامهم قطرات من زيت قنديل المسجد وعندما يكتشف أيضًا أن خطيبته تعالج بنفس الأسلوب يحطم قنديل المسجد، وينفض عنه مرضاه وأهله لاعتقادهم أنه يهاجم ويتحدى معتقداتهم الدينية. ولا يجد بدًا من عقد مصالحة بين العلم والمعتقدات فيعود لعلاج ابنة عمه فاطمة مستخدمًا الإيمان والعلم معًا. ويكتشف إسماعيل أنه من الأهمية اكتساب حب الناس وأسرته.
وبحسب العديد من النقاد يمكن تصنيف قصة "قنديل أم هاشم" ضمن تيار قصصى ذى إطار موضوعى يعبر عن الصراع الحضارى، أو بمعنى أصح يعبر عن أزمة التفاعل مع الحضارة الغربية والموقف المذبذب منها، ويهدف هذا النوع من القصص والروايات إلى" الحفاظ على الذات العربيّة فى خضم الموجة الغربية العاتية على الوطن العربى فى العصر الحديث".