يحتاج التاريخ الإسلامى قراءات متعددة منها ما يتعلق بـ الشخصيات الحاكمة، واليوم نتوقف عند الخليفة العباسي رقم 28 فى سلسلة الخلفاء العباسيين واسمه المستظهر بالله أحمد (470 – 512) هجرية، وقد وقعت فى أيامه أحداث خطيرة سنتعرف عليها:
يقول كتاب "المختصر فى أخبار البشر" المعروف بـ تاريخ أبى الفداء، تحت عنوان "خلافة المستظهر بالله" وهو ثامن عشرينهم لما توفى المقتدى كان بركيارق قد قدم إلى بغداد فأخذت البيعة عليه للمستظهـر باللـه أبـى العبـاس أحمـد وبايعـه الناس وكان عمر المستظهر لما بويع بالخلافة ست عشرة سنة وشهرين
توفى فى 23 ربيع الآخر سنة 512هـ، وكانت مدة خلافته 24 سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوماً، قال فيه ابن الأثير:كان لين الجانب كريم الأخلاق يحب اصطناع الناس ويفعل الخير ويسارع إلى أعمال البر حسن الخط جيد التوقيعات لايقاربه إليها أحد، يدل على فضل غزير وعلم واسع، سمحا، جوادا، محبا للعلماء والصلحاء، ولم تصف له الخلافة بل كانت أيامه مضطربة كثيرة الحروب وقتل فى عهده أحمد خان صاحب سمرقند المتزندق والسلطان أرغون بن ألب ارسلان وانتشرت فى أيامه الدعوة الباطنية وكذلك احتلت بيت المقدس من قبل الفرنجة الصليبين ولقد قتلوا يومها 70 الف مسلم ومسيحى ويهودى وكانت وفاة المستظهر 14 أغسطس 1118م.
ومن أبرز الأحداث التى وقعت فى زمن المستظهر بالله:
سنة 487هـ مات المستنصر الفاطمى صاحب مصر وقام بعده ابنه المستعلى أحمد، وفيها أخذت الروم بلنسية.
فى سنة 488هـ قتل أحمد خان صاحب سمرقند لأنه ظهر منه الزندقة فقبض عليه الأمراء وأحضروا الفقهاء فأفتوا بقتله فقتل لا رحمه الله وملكوا ابن عمه.
فى سنة 489هـ اجتمعت الكواكب السبعة سوى زحل فى برج الحوت فحكم المنجمون بطوفان يقارب طوفان نوح فاتفق أن الحجاج نزلوا فى دار المناقب فأتاهم السيل غرق أكثرهم.
فى سنة 490هـ قتل السلطان أرسلان أرغون بن ألب أرسلان السلجوقى صاحب خراسان فتملكها السلطان بركياروق ودانت له البلاد والعباد.
فى سنة 492هـ انتشرت دعوة الباطنية بأصبهان، وفيها أخذت الفرنج بيت المقدس بعد حصار شهر ونصف وقتلوا به أكثر من سبعين ألفاً منهم جماعة من العلماء والعباد والزهاد وهدموا المشاهد وجمعوا اليهود فى الكنيسة وأحرقوها عليهم وورد المستنفرون إلى بغداد فأوردوا كلاماً أبكى العيون واختلفت السلاطين فتمكنت الفرنج من الشام.
فى سنة 494هـ كثر أمر الباطنية بالعراق وقتلهم الناس واشتد الخطب بهم حتى كانت الأمراء يلبسون الدروع تحت ثيابهم وقتلوا الخلائق، وفيها أخذ الفرنج بلد سروج وحيفا وأرسوف وقيسارية.
فى سنة 495هـ مات المستعلى صاحب مصر وأقيم بعده الآمر بأحكام الله منصور وهو طفل له خمس سنين.
فى سنة 496هـ جرت فتن للسلطان فترك الخطباء الدعوة للسلطان واقتصروا على الدعوة للخليفة لا غير.
فى سنة 499هـ ظهر رجل بنواحى نهاوند فادعى النبوة وتبعه خلق فأخذ وقتل.
فى سنة 500هـ أخذت قلعة أصبهان التى ملكها الباطنية وهدمت وقتلوا وسلخ كبيرهم وحشى جلده تبناً .
فى سنة 501هـ رفع السلطان الضرائب والمكوس ببغداد وكثر الدعاء له وزاد فى العدل وحسن السيرة.
فى سنة 502هـ عادت الباطنية فدخلوا شيرز على حين غفلة من أهلها فملكوها وملكوا القلعة وأغلقوا الأبواب وكان صاحبها خرج يتنزه فعاد وأبادهم فى الحال.
فى سنة 503هـ أخذت الفرنج طرابلس بعد حصار سنين.
فى سنة 504هـ عظم بلاء المسلمين بالفرنج وتيقنوا استيلاءهم على أكثر الشام وطلب المسلمون الهدنة فامتنعت الفرنج وصالحوهم بألوف دنانير كثيرة فهادنوا ثم غدروا.