حالة من الغضب والجدل أثيرت بسبب وجود تمثال نوبار باشا رئيس وزراء مصر وقت دخول الاحتلال البريطانى لمصر، على مدار دار الأوبرا المصرية بالإسكندرية، حيث أصدر عدد من فنانى ومثقفى عروس البحر الأبيض المتوسط، بيانا يطلبون فيه من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم إزالة التمثال، ووضع آخر لفنان الشعب سيد درويش.
ويوجد تمثال نوبار باشا حاليا فى مدخل دار أوبرا الإسكندرية، وهو من تصميم المثال الفرنسى بوشيه ونفذه فى باريس عام 1901، خلال فترة حكم الخديو عباس حلمى الثانى.
ظل تمثال نوبار باشا حبيس المخازن لمدة بلغت نحو 40 عاما منذ عام 1965 حتى 2005 حتى تقرر إعادة تطوير وافتتاح دار أوبرا الإسكندرية الشهير بمسرح سيد درويش مع بداية الألفية الثالثة ووضع التمثال عند مدخل الدار، وهو ما أثار دهشة الوسط الثقافى والفنى لعدم وجود علاقة بين تاريخ صاحب التمثال ودار الأوبرا أو الفنون بشكل عام، وناشد بعض الفنانين وزير الثقافة فاروق حسنى آنذاك بضرورة أن يكون التمثال فى المكان اللائق به حتى لا يزيف التاريخ، وطلبوا أن يتم وضع تمثال للشيخ سيد درويش أمام مدخل الأوبرا ليكون مناسبًا للمكان إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن.
وأعلنت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، فى تصريحات صحفية، أنه يتم حاليا ترميم تمثال نادر لسيد درويش، ليوضع بعد ذلك فى الأوبرا لكنها لم تصرح بإمكانية رفع تمثال نوبار باشا من مدخل الأوبرا.
وتولى نوبار باشا، وهو أرمينى ولد فى تركيا، منصب الوزارة ثلاث مرات فى ثلاثة عهود متتالية فكان رئيساً للوزراء فى عهد الخديو إسماعيل (1878 ـ 1779) لأقل من ستة أشهر (28 أغسطس 1878 ـ ٢٣ فبراير ١٨٧٩)، وكان وهذا هو الأهم رئيساً للوزراء فى فترة الذروة من تثبيت الاحتلال البريطانى لأقدامه فى مصر عقب فشل ثورة عرابى أى فى عهد الخديو الابن توفيق (10 يناير 1884 ـ 9 يونيو 1888) ثم كان رئيساً للوزراء مرة ثالثة فى السنة الثالثة من عهد الخديو الحفيد عباس حلمى (15 ابريل 1894 ـ 12 نوفمبر 1995).
وتذكر الوقائع التاريخية أن نوبار باشا اتهم بالفساد الصريح أكثر من مرة فى وقت ولايته، إلا أن نجح فى تكميمه التام للصحافة، وقد بلغ الغاية القصوى فى هذه الممارسة حتى إنه أوقف صحيفة محايدة أقرب إلى الاستكانة وهى صحيفة الأهرام التى لم توقف إلاَّ فى عهده (1884).
كذلك كان نوبار باشا من أوائل الذين تمثلت فيهم بوضوح حبهم لخصلة الإثراء من المال العام والوظائف العامة، فكان على سبيل المثال مهموماً على الدوام بالعمل الجاد على زيادة ثروته من الأطيان الزراعية التى كانت بمثابة أبرز مخزن للثروة فى ذلك الوقت ، وقد سجلت الإحصاءات الشفافة التى كانت متاحة على نطاق واسع فى ذلك العصر أن ثروته ما بين 1852 و1875 قد بلغت أكثر من ألفى فدان.