فاز، مؤخرا، المترجم مارك جمال بجائزة رفاعة الطهطاوى للترجمة فئة الشباب، والتى يقدمها المركز القومى للترجمة، عن ترجمته لرواية "كهف الأفكار" للكاتب خوسيه كارلوس سوموثا والصادرة عن الدار التنوير 2019.
وتدور أحداث الرواية فى خطين زمنيين بالتوازى، أحدهما قديم، حيث تحدث جريمة قتل لأحد طلّاب أفلاطون، ويتم تكليف هيراقليس، أشهر محققى عصره، بالبحث فى الجريمة، والآخر فى الوقت المعاصر، حيث يتكشّف لنا لغز آخر لا يقلّ خطورة.
ويقول المترجم على غلاف الرواية: "تُكتشف جثة شاب فى منحدرات جبل ليكابيتوس، فيقع الافتراض فورًا أن مجموعة ذئاب هى التى قتلته.. ولكن تراماكو، وهو طالب فذ فى أكاديمية أفلاطون، قد قُتل! استُدعى هيراقليس المعروف بكاشف الألغاز للمساعة فى كشف الحقيقة.
فى الوقت نفسه، نجد أن فى حواشى قصة جريمة أثينا، هناك قصة ثانية تبدأ بالتشكّل.. مترجم فى وقتنا المعاصر يُدرك أن هناك رسالة مخفية فى الصور الأدبية المستخدمة فى السرد، وكلما تقدّم فى ترجمته تبيّنت له أكثر وأكثر مفاتيح كشف الحقيقة الصادمة. حقيقة تتشابه بشكل غريب مع حياته".
يذكر أن خوسيه كارلوس سموثا مؤلف إسباني، ولد فى هافانا، كوبا، فى عام 1960، وانتقلت عائلته إلى إسبانيا بعد نفيها لأسباب سياسية، وتخلّى عن دراسة الطب النفسى ليتفرغ للكاتبة، عُرف عالميًا بعد صدور روايته الخامسة "كهف الأفكار"، والتى عرف من خلالها أنه فى الطريق الصحيح.
من أجواء الرواية:
أودعت الجثة ممدة على محفة هشة من خشب القضبان، وكان الجذع والبطن بمثابة عجين من مزق وأشلاء تكسوها قشرة من الدماء المتخثرة والوحل اليابس، وإن بدا كل من الرأس والذراعين أفضل حالًا، وكان جندي قد نحى الأردية التي تكسو الجثة جانبًا حتى يتسنى فحصها، أما الفضوليون فقد راحوا يقتربون على استحياء في بادئ الأمر، ثم بأعداد كبيرة، ليشكلوا بذلك دائرة تحيط ببقايا الجثة المحفوفة بالموت.