أحيا المايسترو اللاتفى الشهير ماريس يانسونز، الجمعة، وللمرة الثالثة حفل رأس السنة فى فيينا، وهو حفل الموسيقى الكلاسيكية الذى يحظى بأكبر تغطية إعلامية فى العالم، مقدما فيه أعمالا نادرة ومقطوعات راقصة لشتراوس، ويذهب ريع هذا الحفل إلى أعمال خيرية يخصص جزء كبير منها هذا العام لمساعدة اللاجئين.
ومع تفاقم أزمة اللاجئين بشكل عام والسوريين بشكل خاص وتدهور الأوضاع الانسانية لهم، تضامن عدد من الكتاب والروائيين الغربيين، وبعض المؤسسات الثقافية العربية فى دعم قضية اللاجئين.
حيث أعلنت مجموعة أبوظبى للثقافة والفنون تخصيص جزء من عائدات مهرجان أبوظبى الذى يعقد فى شهر مارس 2015 لصالح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل دعم جهود الاستجابة الإنسانية للأزمة السورية. جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفى حضرته سعادة هدى الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبى للثقافة والفنون والمدير الفنى لمهرجان أبوظبي، والسيد نبيل عثمان، الممثل الإقليمى للمفوضية بالإنابة لدى دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين المعروفين الذين سيشاركون فى المهرجان.
وأتى قرار مجموعة أبو ظبى للثقافة والفنون بتخصيص جزء من عائدات المهرجان لصالح اللاجئين السوريين فى الوقت الذى تدخل فيه الأزمة الإنسانية السورية مناحى غير مسبوقة، فقد هدفت المبادرة إلى دعم جهود مفوضية اللاجئين من أجل تخفيف المعاناة التى يواجهها اللاجئون السوريون.
أطلقت المؤسسة المتخصصة فى تعزيز ودعم الفن الإعلامى للأطفال والناشئة فى الإمارات "فن"، معرضاً فنياً على الإنترنت، لبيع الأعمال الفنية التى نفّذها طلاب موهوبون فى المؤسسة، يعود ريعه لصالح مؤسسة القلب الكبير لدعم الأطفال اللاجئين السوريين.
ويأتى إطلاق المعرض الفنى الإلكتروني، الذى يعرض الأعمال الفنية التى تم نفذها الأطفال والشباب، أثناء انخراطهم فى ورش العمل والتى نظمتها "مؤسسة فن" على مر السنوات الماضية، فى إطار تشجيع القدرات الفنية للأطفال والشباب، وإطلاق العنان للقدرات الإبداعية للمواهب الشابة فى وسائل الإعلام الرقمية، إضافة إلى رعاية هذه المواهب وتطويرها فى سبيل إعداد جيل جديد من الفنانين المبدعين فى جميع أشكال الفنون الإعلامية.
وبدروهم أعلن أكثر من 67 فنانا تشكيليا تقديم الدعم الكامل للاجئين السوريين من خلال تخصيص العائد للوحات الفنية المعروضة بقاعة المتحف الوطنى فى مدينة السليمانية.
وقال الفنان التشكيلى الكردى "كديانو عليكو" فى تصريحات صحفية أن ريع المعرض بكليته سيخصص لدعم ظروف واحتياجات أطفال اللاجئين السوريين فى إقليم كردستان تحديداً، من خلال برامج خاص، موضحاً أن المعروضات جرى التبرع بها من قبل فنانين أكراد من الإقليم وبعض السوريين.
بينما أعلن جون جرين، صاحب الرواية المشهورة التى تم تحويلها إلى فيلم سينمائى (The fault in our starts) سنة 2014، دعمه وتضامنه مع اللاجئين السوريين حيث تبرع بمبلغ عشرين ألف دولار، كما أطلق الروائى الأمريكى على حسابه بـ"تويتر" حملة لجمع التبرعات لفائدة صندوق إغاثة الطفولة البريطانية من أجل إنقاذ الأطفال اللاجئين، وتمكن من جمع نصف مليون جنيه إسترلينى خلال 24 ساعة.
وأكدت مؤلفة سلسلة الكتب ''هارى بوتر''، الكاتبة البريطانية كى جى رولينغ، دعمها للاجئين وتقديم المعونات لهم، وعلقت على الصور التى تنشر للاجئين فى القوارب، كتبت فيها ''إن لم تستطع أن تتخيل نفسك فى واحد من هذه القوارب، فأنت لست على ما يرام، هؤلاء ضحايا الموت فى رحلة بحثهم عن حياة كريمة، فعلينا تقديم الدعم لهم.
ودعا البابا فرانسيس بابا الفاتيكان المسيحيين فى جميع أنحاء أوروبا لإيواء اللاجئين الفارين من الموت والحرب فى بلادهم إلى أوروبا، وأن القول فقط ليس كافيا لدعم مئات الآلاف من اللاجئين الذين هم على طريق ما أسماه "أمل الحياة"، وذلك خلال خطابه الذى ألقاه أمام عشرات الآلاف فى ساحة القديس بطرس.
كما دعا البابا الأديرة والكنائس فى جميع أنحاء أوروبا إلى استضافة عائلة واحدة على الأقل من المهاجرين، وطالب الأساقفة فى جميع أنحاء أوروبا بحث الأبرشيات على فعل الشيء نفسه وتوفير الدعم المادى والإنسانى لهم.
ومن ناحية أخرى، أطلق مركز الأنشطة الاجتماعية والثقافية التابع لمنظمة الهلال الأحمر التركى، بالتعاون مع مركز “باليت” للثقافة والفن والتعليم، فى منطقة سلطان بيلى بمدينة إسطنبول، مشروعا ترفيهيا لأطفال اللاجئين السوريين، بعنوان "الأطفال السوريون يلتقون بالفن".
ويهدف المشروع إلى رسم الابتسامة على وجوه الأطفال السوريين الذين حُرموا من حقوقهم فى اللعب والتعليم، بالإضافة إلى المساهمة فى نزع الخوف والألم الذى غُرس بداخلهم نتيجة الحرب.