نواصل مع المفكر العربى الكبير الدكتور طه حسين (1889- 1973) قراءة مشروعه الفكرى الذى أثار الكثير من القضايا، منها كتابه المهم "مستقبل الثقافة فى مصر" الذى لا يزال الكثيرون يرونه "مادة خصبة" صالحة للتطبيق للنهوض بالمجتمع المصرى.
طبع هذا الكتاب لأول مرة عام 1938، وهو أحد أبرز الأعمال الفكرية لطه حسين ومن أكثر الكتب إثارة للجدل.. وكان بمثابة حجر ضخم ألقى فى مياه الثقافة، فإذا به يحدث تموجات متتالية من المعارضة حينا، ومن التأييد حينا آخر، منذ صدوره وربما حتى الآن.
وينقسم الكتاب إلى قسمين أساسيين: يتناول الأول الثقافة والهوية والانتماء والتوجه الحضاري، والثانى يتناول قضايا التعليم فى مصر وعلاقاته بالآخر، وخصص له مساحة أكبر؛ إيمانا منه بأن تطوير التعليم فى مصر رهن بتطوير الثقافة.
وسواء كان قارئ الكتاب متعاطفا مع ما فيه، أو منكرا، فقد أعتبر الكتاب "علامة" على طريق الثقافة العربية عامة والمصرية خاصة؛ مما يوجب على كل من كان له اهتمام بحركة الثقافة والتعليم فى الوطن العربى أن يتوقف طويلا أمام ما تضمنه هذا الكتاب، ثم يحاول أن يضعه فى إطاره الثقافى العام، من حيث الخريطة الفكرية لهذا المفكر العملاق.