أصدرت دار الشروق الطبعة الرابعة من كتاب السيرة الذاتية "سجن العمر" لتوفيق الحكيم والتى صدرت لأول مرة عام 1964، وهى واحدة من أجمل السير الذاتية فى الأدب العربى وأكثرها امتاعا وتصدرها دار الشروق ضمن مشروع إعادة نشر الأعمال الكاملة لأبى المسرح العربى، ويحكى توفيق الحكيم فى الكتاب محطات من حياته ورحلته منذ النشأة وحتى سفره إلى باريس للحصول على شهادة الدكتوراه.
ويقول الحكيم فى سيرته الذاتية: "والدى الذى أورثنى حب الأدب هو نفسه الذى يصدنى عن الأدب والدتى التى أورثتنى الإرادة تقف دون رغباتى الفنية، حريتى الباقية لى إذن هى فرصتى الوحيدة وسلاحى الوحيد فى مقاومة كل تلك العقبات، وحريتى هى تفكيرى، أنا سجين فى الموروث حر فى المكتسب، وما شيدته بنفسى من فكر وثقافة فهو ملكى، وهو ما أختلف فيه عن أهلى كل الاختلاف".
وإن كانت المهمة الكبرى لحامل القلم والفكر هى الكشف عن وجه الحقيقة. فتلك هى المهمة التى حملها الأديب توفيق الحكيم، طوال مسيرته الأدبية والفكرية، عبر مؤلفاته المختلفة سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو بالإسقاط كما حدث فى رواياته ومسرحياته ومنها: «بنك القلق، السلطان الحائر، سلطان الظلام، بجماليون، شجرة الحكم» وغيرها، وهى المهمة التى جرَّت إليه الكثير من المعارك الفكرية التى خاضها على مدى تاريخه، أمام الاتجاهات المخالفة له، أشهرها كانت أمام الشيخ المراغى شيخ الأزهر آنذاك، وضد مصطفى النحاس زعيم الوفد. ثم كانت أخطر معاركه عندما نشر توفيق الحكيم على مدى 4 أسابيع سلسلة مقالات بصحيفة الأهرام تحت عنوان "حديث مع وإلى الله".
أما أطول هذه المعارك الفكرية فكانت مع اليسار المصرى، بعد صدور كتاب «عودة الوعى»، حيث غضب الناصريون فى مصر وخارجها، عقب نشر الكتاب، واعتبروا مضمونه خيانة من المؤلف لزعيم مصرى طالما سانده ودعمه وأنصفه وأعتبره الأب الروحى لثورة 23 يوليو.