حالة من الجدل شهدتها مواقع التواصل الاجتماعى، بعدما نشر عادل الكلبانى، تدوينه قصيرة، على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، تناول فيها موضوع "الجنة" ومنها غناء الزوجات هناك بأحسن الأصوات، لتنهال عليه تغريدات ترفض ما قام بطرحه.
جاءت البداية عندما غرد "الكلبانى"، فى تغريدة قال فيها: "هناك، فى الجنة لا عمل، لا شقاء، لا جوع لا عري، لا ظمأ، لا خوف، لا هم، ولا شمس ولا زمهرير.. يا الله، إنا نسألك الجنة"، ليرد عليه صاحب حساب أبومعاذ الأثري، بتغريدة قال فيها: "هناك لا غناء ولا معازف.. كما تفضلت يا عادل".
تطور الحديث برد "الكلباني"، قائلا: "إنَّ أزواجَ أهلِ الجنةِ ليغُنِّين أزواجَهنَّ بأحسنِ أصواتٍ ما سمعها أحدٌ قطُّ.. الحديث"، ليعلق الأثرى مرة أخرى قائلا: "لا يوجد فى الجنة الغناء الماجن والمعازف المحرمة وهذا ما دعى إليه كلبانى وأمثاله".
لكن كيف ذكر التراث الإسلامى شكل الجنة، وهل يوجد فيها غناء، ولا يوجد فيها شقاء ولا خوف، وجوع، كما ذكر إمام الحرم السابق؟
يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: "إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى [ طه: 118-119]".
ورد فى السنة بعض ما يدل على أن من أنواع النعيم الذى يلقاه أهل الجنة الاستماع إلى أصوات جميلة تستفرغ لذاتهم ، حتى عقد ابن القيم رحمه الله فى كتابه " حادى الأرواح " فى الباب السابع والخمسين فصلا كاملا فى " ذكر سماع الجنة وغناء الحور العين وما فيه من الطرب واللذة " (ص/358-365) جمع فيه كل ما ورد فى هذا الباب من صحيح وضعيف .
ولعل من أصح ما ورد فى ذلك حديث ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :( إِنَّ أَزْوَاجَ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُغَنِّينَ أَزْوَاجَهُنَّ بِأَحْسَنِ أَصْوَاتٍ سَمِعَهَا أَحَدٌ قَطُّ ، إِنَّ مِمَّا يُغَنِّينَ : نَحْنُ الْخَيِّرَاتُ الْحِسَانُ أَزْوَاجُ قَوْمٍ كِرَامٍ )، رواه الطبرانى فى " المعجم الأوسط " (5/149)، وصححه الألبانى فى " صحيح الترغيب " (3/269).
ووفقا لعدد من المصادر الإسلامية، أن الخالق سبحانه العليم الخبير أخبر أهل أنهم فى سعادة أبدية، ولا يصيبهم شيء من السوء والحزن، فقال: "لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {الزمر:61".
وقال ابن كثير فى قوله: لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا: تنبيه على رغبتهم فيها، وحبهم لها، مع أنه قد يتوهم فيمن هو مقيم فى المكان دائمًا أنه يسأمه أو يمله، فأخبر أنهم مع هذا الدوام والخلود السرمدي، لا يختارون عن مقامهم ذلك متحولًا، ولا انتقالًا، ولا ظعنًا، ولا رحلة، ولا بدلًا.
وقد ثبت فى نفى وقوع ما يكدر سعادتهم ما روى مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ينادى مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا, وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا.