كانت فترة شباب النبى عليه الصلاة والسلام غنية بالأحداث، وكان شابا اجتماعيا شهد العديد من الأحداث ومن ذلك ما يتعلق بحلف المطيبين، فما الذي يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية النهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "فصل شهود رسول الله عليه الصلاة والسلام حلف المطيبين مع عمومته":
قال الحافظ البيهقي: أخبرنا أبو سعد المالينى، أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ، حدثنا يحيى بن على بن هاشم الخفاف، حدثنا أبو عبد الرحمن الأزدى، حدثنا إسماعيل بن علية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهرى، عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال:
قال رسول الله ﷺ: " شهدت مع عمومتى حلف المطيبين، فما أحب أن أنكثه - أو كلمة نحوها - وإن لى حمر النعم ".
قال: وكذلك رواه بشر بن المفضل عن عبد الرحمن.
قال: وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، حدثنا أبو عمرو ابن مطر، حدثنا أبو بكر ابن أحمد بن داود السمناني، حدثنا معلى بن مهدى، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبى سلمة، عن أبيه، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "ما شهدت حلفا لقريش إلا حلف المطيبين وما أحب أن لى حمر النعم وأنى كنت نقضته ".
قال: والمطيبون: هاشم، وأمية، وزهرة، ومخزوم.
قال البيهقي: كذا روى هذا التفسير مدرجا فى الحديث، ولا أدرى قائله، وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول، فإن النبى ﷺ لم يدرك حلف المطيبين.
قلت: هذا لا شك فيه، وذلك أن قريشا تحالفوا بعد موت قصى، وتنازعوا فى الذى كان جعله قصى لابنه عبد الدار من السقاية، والرفادة، واللواء، والندوة، والحجابة، ونازعهم فيه بنو عبد مناف، وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش وتحالفوا على النصرة لحزبهم، فأحضر أصحاب بنى عبد مناف جفنة فيها طيب فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا، فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت، فسموا المطيبين كما تقدم.
وكان هذا قديما، ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول، وكان فى دار عبد الله بن جدعان، كما رواه الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله، عن محمد وعبد الرحمن ابنى أبى بكر قالا: قال رسول الله ﷺ:
" لقد شهدت فى دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به فى الإسلام لأجبت، تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها، وألا يعد ظالم مظلوما".
قالوا: وكان حلف الفضول قبل المبعث بعشرين سنة فى شهر ذى القعدة، وكان بعد حرب الفجار بأربعة أشهر، وذلك لأن الفجار كان فى شعبان من هذه السنة، وكان حلف الفضول أكرم حلف سمع به، وأشرفه فى العرب، وكان أول من تكلم به ودعا إليه الزبير بن عبد المطلب.