من المتعارف عليه أن "جراند كانيون" بالولايات المتحدة، تحتضن مجموعة من التكوينات التى تحتوى على بقايا محفوظة من الماضى، لذا فليس من الغريب العثور على آثار أقدام أحفورية فى هذه المساحة الشاسعة للصخور الحمراء.
ومع ذلك، اتضح أن اكتشافا قام به أستاذ جيولوجيا فى المنتزه كان أكبر مما كان يتخيل، إذ أنه اكتشف أقدم آثار أحفورية لحيوان فقارى تم العثور عليها على فى منتزه "غراند كانيون" الوطنى، ويبلغ عمرها 313 مليون عام.
وصادف الجيولوجى ألان كريل، وهو أستاذ زائر من النرويج فى جامعة "نيفادا"، فى لاس فيجاس (UNLV)، صخرة تحتوى على مجموعة من آثار أقدام أحفورية خلال نزهة مع طلبة فى عام 2016، وفقاً لخبر صحفى نشره المنتزه هذا الأسبوع، وبسبب كونه مندهشاً مما اكتشفه، أرسل كريل صورة لآثار الأقدام إلى زميل له وعالم حفريات فى الجامعة، وهو ستيفن رولاند.
ووثق رولاند ومجموعة من الزملاء هذا الاكتشاف فى ورقة نُشرت الأربعاء فى مجلة "PLOS One"، وقال رولاند فى بيان: "هذا أقدم آثار لحيوان فقارى فى غراند كانيون، والتى تشتهر بمساراتها الأحفورية الوفيرة"، وأضاف رولاند أنها تُعد من بين أقدم المسارات الخاصة بالحيوانات التى تضع بيضا ذو قشرة فى الأرض، مثل الزواحف، كما أنها "أول دليل على وجود حيوانات فقارية تمشى فى الكثبان الرملية"، وذلك حسب ما نشرته شبكة "CNN" الإخبارية.
وكُشفت الصخرة التى تحتوى على الآثار بعد انهيار جرف، وكانت الصخرة على مرأى من الجميع بجانب مسار، ولكن يبدو أنه لم يلاحظها أحد إلى أن قام كريل بلفت انتباه الجيولوجيين إليها، وتُظهر آثار الأقدام حيوانين مختلفين كانا يمران على منحدر كثب رملي، وفقاً للباحثين، وكشف نمط آثار الأقدام مشية مميزة لم يعرف العلماء أنها وجدت لدى الحيوانات المبكرة.
ويُشار إلى طريقة المشى تلك بـ"lateral-sequence walk"، وهى تتضمن تحرك الساق الخلفية والأمامية فى جانب واحد من الحيوان معاً، وبالتناوب مع السيقان على الجانب الآخر التى تتحرك معاً أيضا، وتستخدم الكائنات الحية التى تنتمى إلى رباعيات الأرجل، مثل الكلاب والقطط، طريقة المشى هذه بشكل روتينى عندما تمشى ببطء، حسب ما ذكره رولاند فى بيان.
وأشار رولاند إلى أن مسارات "The Bright Angel Trail" فى المنتزه وثقت استخدام هذه المشية فى وقت مبكر جداً من تاريخ الحيوانات الفقارية، ثم أكد قائلاً: "لم يكن لدينا فى السابق أى معلومات عن ذلك".