يعد الأديب الكبير الراحل إبراهيم عبد القادر المازنى، واحد من كبار الأدباء المصريين فى مطلع القرن الماضى، والذى استطاع أن يؤثر فى جيل كبير من الأدباء لعل أبرزهم الأديب العالمى نجيب محفوظ، وكانت له العديد من الاعمال الشعرية والروائية أبرزها رواية "إبراهيم الثانى".
ورواية "إبراهيم الثانى" الصادرة عام 1943، واحدة من أجمل روايات الأدب العربى الحديث نتتبع "إبراهيم الثانى"، الذى هو نفسه "إبراهيم الكاتب" الجزء الاول من الرواية، ولكن بعد أن غيرته دروب الحياة، وتصاريف الزمن، فقد تزوج من «تحية» بعد أن حاول الهروب منها إلى "عايدة" ففشل، والآن بعد التى يهيم بها ابن عمها "صادق".. من يا تُرى سيفوز بميمى؟ ومن يا تُرى ستنعم برفقة إبراهيم؟.
ليس من قبيل الصدفة أن يكون اسم بطل رواية إبراهيم عبد القادر المازنى "إبراهيم" الثانى، وفى رواية أخرى "إبراهيم" الكاتب، فقد تعمد الروائى أن يسمى البطل باسمه، ذلك أن المازنى جمع فى هذه الرواية بين جانب من حياته وجانب من خياله، ويعترف المازنى لنفسه بذلك، حيث يذكر فى مطلع روايته أبيات من الشعر تدل على هذا المعنى! إنها رواية سيكولوجية بامتياز، تهيم فى الأبعاد النفسية للنفس الإنسانية، فهى رواية الحب قبل الزواج وبعده، وهى أيضًا رواية الخوف من الشيخوخة والموت، باختصار هى رواية اعترافات، إن هذا العمل يمثل بحق جزءًا من تاريخ الرواية العربية، وتتميز الرواية بأسلوب فريد، يشهد للمازنى بمكانة كبيرة فى أدبنا العربي.
ولد إبراهيم عبدالقادر المازنى فى 19 أغسطس 1889 رحل والده وهو حدث صغير، فقامت أمه برعايته وتنشئته، وعندما أنهى دراسته الابتدائية والثانوية تابع تعليمه فى مدرسة المعلمين فنال شهادتها سنة 1909م، ودخل سلك التعليم رغم عدم ميله لهذه المهنة، وظل يعمل فى هذا الحقل حتى عام 1919، بعد ذلك احترف مهنة الصحافة حيث لمع نجمه، إلى أن عين محررًا بجريدة الأخبار، ثم محرراً بجريدة "السياسة الأسبوعية"، ثم رئيساً لتحرير جريدة "السياسة اليومية"، ثم رئيساً لجريدة "الاتحاد"، كما انتخب وكيلاً لمجلس نقابة الصحفيين عام 1941.
انتقل المازنى بعد ذلك إلى كتابة الرواية والقصة القصيرة والتراجم، وله مجموعة من الروايات من أهمها: إبراهيم الثاني، وعدد من الكتب من بينها: (حصاد الهشيم ـ قبض الريح ـ صندوق الدنيا ـ خيوط العنكبوت ـ وغيرها).
قام بدور مؤثر مع عباس العقاد وأحمد شكرى فى إنشاء مجموعة الديوان المدرسة الشعرية الجديدة التى هاجمت الشعر الكلاسيكى ووضعت أساساً للقصيدة الحديثة باعتبارها بناءً واحداً متماسكاً، توفى فى 6 أغسطس 1949.