رحل سعد زعلول فى 23 من أغسطس من عام 1927 مخلفا صدمة كبرى فى الشعب المصرى، جراء رحيله، وكان المثقفون مثل العقاد والفنانون مثل أم كلثوم أكثر المتأثرين بفقدان "زعم الأمة"، وعندما توفى سعد زغلول كانت أم كلثوم قد بدأت للتو فى حفل لها عندما بدأ الناس يخرجون من الحفل، فتوقفت عن الغناء، وعندما علمت بموت سعد زغلول انفض الحفل، ويقول الدكتور حسن مدن إن أم كلثوم توقفت فترة غن الغناء ثم عادت بـ قصيدة "إن يغب عن مصر سعد"، والتي كتب كلماتها الشاعر أحمد رامي، فيما لحّنها محمد القصبجى، وجاء في مطلعها "إن يغب عن مصر سعد/ فهو بالذكرى مقيم/ ينضب الماء ويبقى/ بعده النبت الكريم/ خلّدوه في الأماني/ واذكروه في الولاء/ اندبوه في الأغاني/ أعذب الشكوى البكاء".
وفي كتابه "العصر الذهبي للغناء المصرى" الذي وردت فيه حكاية الأمسية التي مات فيها زغلول، يذكر الدكتور نبيل حنفي محمود، ما مفاده أن الأسطوانة التي سجلت عليها هذه الأغنية حققت رواجاً كبيراً ما جعلها في المرتبة الثانية من توزيع أسطوانات أم كلثوم في تلك الفترة، حيث جاءت بعد أغنية: "إن كنت أسامح وأنسى الأسية"، وكان أن استمرت أم كلثوم لفترة طويلة في المواظبة على أن تفتتح حفلاتها بأداء هذه القصيدة بالذات.
كما تشير مصادر أخرى إلى تبرع أم كلثوم بمبلغٍ مجزٍ، بمقاييس ذلك الزمن، لأحد المستشفيات التي تقرر إنشاؤها تخليداً لذكرى سعد زغلول.