صدر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، رواية بعنوان "دفاتر الوراق"، للروائى الأردنى جلال برجس، والتى تسرد قصة وراق مثقف منعزل وقارئ نهم للروايات يفقد عائلته وبيته، ويصبح مشردًا على غرار الفيلسوف (ديوجين)، فتقع له جملة من الأحداث تجعله حديث الشارع العربى فى زمن باتت الميديا الاجتماعية الجديدة أهم عناصره.
تتلبس الوراق شخصيات ما قرأ من روايات فيتصرف عبرها، لكن جراء العزلة والوحدة والتشرد وما واجهه من قسوة فى عالم صاخب، تتفاقم حالته فتكتمل إصابته بفصام الشخصية ليعيش صراعًا بين صوتين فى داخله: واحد محرض على ارتكاب عدد من الجرائم حيال واقع لم يمنحه حقه فى العيش، والثانى يقف بوجهه متكئًا على محمول معرفى عميق.
تكشف الرواية إضافة إلى هذا المنحى من سينتصر على الآخر، وكيف تتشابك الحكايات ببعضها لتؤدى إلى مقولة رئيسية فى الرواية مفادها: أن الخوف حتمًا سيؤدى إلى الخراب، كما وتطرح عددا من التساؤلات أهمها: إلى أى مدى يمكن للفرد أن يصوغ حياته بمعزل عما حوله من مؤثرات؟ ومتى يمكن للشخصية الثانية فى داخل الإنسان أن تخرج للعلن فيتحول الإنسان إلى وحش.
يذكر أن جلال برجس شاعر وروائى أردني من مواليد 1970. يعمل فى قطاع هندسة الطيران، كتب الشعر والقصة والرواية، صدر له فى الشعر: "كأى غصن على شجرة" (2008) و"قمر بلا منازل" (2011) وفى القصة: "الزلازل" (2012) الحائزة على جائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع، وفى أدب المكان "شبابيك مادبا تحرس القدس" (2017)، و (حكايات المقهى العتيق) رواية مشتركة 2019. نال عن روايته "مقصلة الحالم" (2013) جائزة رفقة دودين للإبداع السردي عام 2014، وعن روايته "أفاعي النار" (في فئة الرواية غير المنشورة) جائزة كتارا للرواية العربية 2015، وأصدرتها هيئة الجائزة في العام 2016. وصلت روايته (سيدات الحواس الخمس) إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2019 .