يعد فن النحت واحدا من أبرز ما قدمته الفنون الإنسانية، على وجه الأرض، يأخذ من الفنان جهدا كبيرا ويعطيه فنا مبدعا، وسوف نشاهد ما فى الفترة المقبلة عددا من الأعمال النحتية، ونبدأها مع تمثال "ديفيد" لـ مايكل أنجلو.
أنجز الفنان مايكل أنجلو تمثال داود، فى 1504، وهو تمثال هائل يصل طوله إلى 6 أمتار تقريباً، كان منحوتة غير منتهية من نحات آخر واستحوذ عليها مايكل أنجلو ليخلق منها "ديفيد"، هذه التحفة عبارة عن تمثال لذكر عارٍ يقف متكئاً بكامل جسده على ساق واحدة بينما ساقه الأخرى تراها متمددة، فتوحى لك هذه الوضعية بتحرك وشيك قادم.
استغرق العمل فى سنتين، و وكان عمر مايكل أنجلو حينها 29 عاما فقط، ويصور التمثال النبى داوود وهو يحمل المقلاع على كتفه اليسرى وبيده اليمنى الحجر.
والتمثال يزوره أكثر من 8 ملايين زائر فى السنة الواحدة بأكاديمية جاليريا بفلورنسا حتى يتمكنوا من الإعجاب بذلك التمثال الرخامى البديع.
وحين عاب بعض النقاد أنف التمثال صعد أنجلو ومعه حفنة من الرخام وألقاها على الأرض متظاهرا بإصلاحه، وهو يضحك على النقاد، ولقد سرت فلورنسا بهذا التمثال وكانوا يعظمونه وصار أحد أشهر معالمها وعندما نتمعن فى تمثال ديفيد نرى أن اهتمام مايكل أنجلو بالتفاصيل لا يصدق فهو يفوق كل ما عداه من التماثيل قديمها وحديثها لاتينية كانت أو يونانية.