نشاهد، اليوم، تمثال "الرحمة" للنحات العالمى مايكل أنجلو، الذى يعد واحدا من أبرز القطع الفنية فى العالم، والموجود فى كنيسة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان.
ويعرف العالم كله التمثال باسم "بيتتا" ومعناها الرحمة، ويجسد العمل تصويرا للسيد المسيح وهو فى حضن أمه مريم العذراء بعد إنزاله عن الصليب.
ويتشكل التمثال من كتلة واحدة من الرخام واستغرق العمل فيه حوالى سنتين وأتمه مايكل أنجلو فى عام 1501 وعمره لم يتجاوز العشرون عاما.
وأصبح التمثال بعد إنجازه تحفة نادرة تنم عن عبقرية واقتدار كبيرين ومـن بين كافة أعماله النحتية، اختار مايكل أنجلو أن يحفر اسمه عليه وأطلق عليه اسم "بيتتا" وهى كلمـة لاتينيـة تدل على التقوى الممزوجة بالشعور بالحزن والشفقة وأصـبحت المفـردة بعـد ذلك تشير إلى كل عمل فنى يعالج حادثة الصلب وحزن العذراء على ابنها.
وحـاول مايكل أنجلو تـصوير العـذراء فـى هيئـة سـيدة شـابة وعلـى محياهـا علامـات الخـشوع والـسكينة بينمـا تحتـضن فـى وقـار جثـة ابنهـا الميـت فـى اللحظـات التـى أعقبـت صـلبه، وفكــرة هــذا العمــل ارتبطــت بالكاردينــال (جــان دى بيليــريس) منــدوب فرنــسا فــى رومــا الذى كلف مايكل أنجلو بنحت التمثال كى يعرض أثناء جنازته.
وفى منتصف القرن الثـامن عـشر، تـم نقل التمثال إلـى حيـث هـو اليـوم فـى مـدخل كاتدرائيـة (سـانت بطـرس) وأثنـاء نقلـه فـى إحــدى الـسنوات لغـرض ترميمـه، تعرضـت أربـع مـن أصابع العذراء للكسر وقد أمكن إصلاحها بعد ذلك.
ويذكر أنه فى عام 1972 هاجم رجل مختل عقليا التمثال، فعل ذلك بمطرقة كان يحملها وهو يصيح "أنا المسيح، أنا المسيح"، وقد خضع التمثال بعد ذلك الهجوم إلى سلسلة من عمليات الترميم المكثفة أعيد بعدها إلى وضعه السابق كما أحيط من وقتها بلوح سميك من الزجاج المضاض للرصاص.