نقرأ معا عن كتاب "فى مديح البطء.. حراك عالمى يتحدى عبادة السرعة" لـ كارل أونوريه، والذى يستعرض "حركة الطعام البطىء" ونادى الكسل فى اليابان "ومتماثلها" لونج ناو "فى الولايات المتحدة الأمريكية وصولا إلى المدن البطيئة أو مدن أخرى فى إيطاليا، بالإضافة إلى الجمع بين مزايا البطء فى تناول الطعام، أو العمل اليومى، أو القراءة، أو الجنس.
ويتناول الكتاب أطروحة عميقة جدًا فى فلسفة البطء وفعاليتها الإنسانية وفى فلسفة السرعة بمرجعياتها المختلفة.
وحقق كتاب "فى مديح البطء.. حراك عالمى يتحدى عبادة السرعة" مبيعات قياسية، والكتاب يتناول مختلف جوانب حراك عالمى يتنامى باتجاه إعادة الاعتبار للبطء، ومجابهة نزعات عبادة السرعة. وقد استخدم فيه الكاتب الكندى كارل أونوريه أسلوباً أدبياً سلساً مبنيّاً على انطباعاته ورصيده المعرفى وزياراته ولقاءاته مع أشخاص قرروا المشاركة، بطريقة أو بأخرى، فى حراك البطء الذى يضطرم فى العالم الصناعي، من اليابان شرقاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية غرباً، فى قالب قصصى سردى غالباً مع الاعتماد على الدراسات والأرقام وحوارى أحياناً .
يبدأ الكاتب بشرح خريطة أزمة الإنسان مع الوقت، ومع عقارب الساعة، ومع المواعيد، ثم يقدم لمحة عن حركة البطء العالمية، ويرصد ملامحها الشائقة، لينطلق بعد ذلك عبر فصول الكتاب إلى تفاصيل تجلّيات هذه الحركة فى شتّى جوانب الحياة العصرية للإنسان فى القرن الحادى والعشرين: الغذاء، والعمران، وثنائية العقل والجسد، والطبّ، والجنس، والعمل، والاستجمام، وتربية الأطفال. وقد خصّص لكل جانب فصلاً خاصاً مزوّداً بعدد كبير من التجارب والمقابلات والقصص الممتعة، ما أعطى الكتاب صبغةً تطبيقية شاملة أيضاً.
