كان الجميع ينتظر الإشارات جميعها تؤكد أن حدثا كبيرا سوف يقع بالقرب من بيت الله الحرام، وكان مجىء نبى هو الأكثر توقعا، ومن ذلك ما رآه عمرو بن مرة الجهنى، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "قصة عمرو بن مرة الجهنى":
قال الطبرانى: حدثنا على بن إبراهيم الخزاعي الأحوازى، حدثنا عبد الله بن داود بن دلهاث بن إسماعيل بن عبد الله بن شريح بن ياسر بن سويد صاحب رسول الله ﷺ، حدثنا أبى، عن أبيه دلهاث عن أبيه إسماعيل أن أباه عبد الله حدثه عن أبيه: أن أباه ياسر بن سويد حدثه عن عمرو بن مرة الجهني قال:
خرجت حاجا في جماعة من قومى في الجاهلية، فرأيت فى نومي وأنا بمكة نورا ساطعا من الكعبة حتى وصل إلى جبل يثرب، وأشعر جهينة، فسمعت صوتا بين النور وهو يقول:
انقشعت الظلماء، وسطع الضياء، وبعث خاتم الأنبياء. ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة، وأبيض المدائن، وسمعت صوتا من النور وهو يقول:
ظهر الإسلام، وكسرت الأصنام، ووصلت الأرحام، فانتبهت فزعا فقلت لقومي: والله ليحدثن لهذا الحي من قريش حدث - وأخبرتهم بما رأيت - فلما انتهينا إلى بلادنا جاءني الخبر أن رجلا يقال له: أحمد قد بعث، فأتيته فأخبرته بما رأيت.
فقال لى: "يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل إلى العباد كافة، أدعوهم إلى الإسلام، وآمرهم بحقن الدماء، وصلة الأرحام، وعبادة الله، ورفض الأصنام، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، من اثني عشر شهرا، فمن أجاب فله الجنة، ومن عصى فله النار، فآمن يا عمرو يؤمنك الله من هول جهنم".
فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، آمنت بما جئت من حلال وحرام، وأن رغم ذلك كثيرا من الأقوام.