أحد أرباب ثامون الأشمونين الكونى، يعد من أهم الآلهة المصرية القديمة،، هو تحوت أو توت إله الحكمة عند الفراعنة، وتحل اليوم أول أيام تحوت، وهو أول يوم فى التقويم المصرى، ويصور تحوت عند المصريين القدماء برأس أبو منجل، وكان ضريحه الأساسى فى أشمون حيث كان المعبود الأساسى هناك.
وارتبطت معرفة المصريين للتقويم وأيام السنة والشهور بالإله تحوت حتى أن البعض يطلق على التقويم المصرى اسم التقويم التوتى، كما أن أول شهور السنة المصرية هو شهر "توت" جحوتى، تحوت، توت، هى أسماء لرب الحكمة والحسابات والفلك عند قدماء المصريين.
اعتبر قدماء المصريين أن الإله تحوت هو الذى علمهم الكتابة والحساب، وهو يصور دائما ماسكا بالقلم ولوح يكتب عليه، له دور أساسى فى محكمة الموتى حيث يؤتى بالميت بعد البعث لإجراء عملية وزن قلبه أمام ريشة الحق ماعت، ويقوم تحوت بتسجيل نتيجة الميزان، إذا كان قلب الميت أثقل من ريشة الحق فيكون من المخطئين العاصين، يلقى بقلبه إلى وحش مفترس فيلتهمه وتكون هذه هى النهاية الأبدية للميت، أما إذا كان القلب أخف من ريشة الحق ماعت فمعنى ذلك أن الميت كان صالحا فى الدنيا فيدخل الجنة يعيش فيها مع زوجته وأحبابه، بعد أن يستقبله أوزيريس.
يطلق على تحوت عدة أسماء، حيث إنه فى وقت لاحق أعاد اليونانيون تسميته بـ هرمس ولقد رآه اليونانيون كمبعوث الآلهة تمامًا كـ هرمز، كما أن العرب أعادوا تسميته بـ أشمونين ولقب باسم المعظم 3 مرات.
وجاء فى علم الأساطير المصرى أن تحوت لعب العديد من الأدوار الحيوية والبارزة، كما أنه أحد الإلهين، الأخرى كانت (ماعت) النموذج الأنثى لتحوت، الذين وقفا على جانبى مركب رع، فلقد كان إلهًا للسحر والكتابة والأدب والعلم كما أنه اشترك فى حساب الموتى. وكان يمتلك قدرات سحرية فائقة.
كم ذكر عن دور تحوت فى أسطورة إيزيس وأوزوريس، فبعد أن قامت إيزيس بجمع أشلاء أوزوريس من أنحاء مصر تحت فعل ست، أسر تحوت لها بكلمات لتستطيع بعثه من جديد، وأن تنجب منه بعد مماته ابنهما حورس، ثم قامت معركة بين حورس المنتقم لأبيه وست وفقد حورس فى ذلك الصراع عينه اليسرى، ولكن استشارة تحوت أعطته الحكمة والمعرفة لمعالجتها واسترجاعها، فكان تحوت هو الإله الذى ينطق بإرادة رع ، وفى البدء كان رع وتحوت وماعت، حيث كانت ماعت ممثلة النظام فى الكون وتمثل الحق والعدل، وكان تحوت بتنفيذ إرادة رع، وتنسب الأسطورة له جعل السنة 365 يوما، طبقا للأسطورة كانت السنة 360 يوما فقط، فكانت نوت زوجة رع لم تحمل ولم تنجب له طفلا خلال تلك الأيام، فتراهن تحوت مع القمر على 1/72 من ضوئه وكسب (360/72 = 5), 5 أيام زائدة. وخلال تلك الخمسة أيام حملت نوت ربة السماء وأنجبت حيرو-أور حورس الكبير، وجه السماء وأوزوريس وست وإيزيس وأختها نيفتيس.
يحتل تحوت مركزا هاما فى الديانة المصرية القديمة، فيربط به دور الوسيط بين ألهة الخير والشر، وتقول أسطورته إنه عاصر 3 صراعات بين الخير والشر، وكانت الثلاثة صراعات متماثلة من حيث المبدأ مع تغير فى المتصارعين بحسب زمن كل أسطورة فى المعركة الأولى كان الصراع بين الإله رع وأبيب، والثانية بين حيرو- بيخوتت وست، والصراع الثالث بين حورس ابن أوزوريس و ست، وفى كل من تلك الصراعات كان الإله الأول يمثل "النظام" فى الكون، والمصارع الثانى يمثل قوى العشوائية وضياع النظام، وكان عندما يصاب أحد المتصارعين بإصابة خطيرة، عندئذ يقوم تحوت بمعالجته ليستطيع العودة إلى المعركة، بحيث أن لا يغلب أحدهما الآخر.