تمر، اليوم، ذكرى إعدام سيد قطب، أبرز المؤثرين فى الفكر الإخوانى المتطرف الذى نعانى منه الآن، وتم تنفيذ الحكم فى 29 أغسطس من عام 1966، وبالنسبة للجانب الثقافى فإن سيد قطب يستحق العديد من الدراسات التى تركز على تحولاته الفكرية.
ففي فترة معينة كان سيد قطب ناقدا أدبيا ينشر فى مجلات ثقافية مهمة منها الرسالة، وكان مبشرا بموهبة نجيب محفوظ حتى أنه كتب ذات مرة عام 1946 فى "الرسالة" من دلائل غفلة النقد في مصر، أن تمر رواية (القاهرة الجديدة)، دون أن تثير ضجة أدبية"، لكنه بعد ذلك ذهب إلى طرف الخيط، وقال بجاهلية المجتمع، وسرعان ما انتقلت أفكاره إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة وصارت جمله شعارات لهم، لكن ماذا عن علاقة نجيب محفوظ به.
يذكر الكاتب الصحفى محمد شعير فى كتابه "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة" وصف نجيب محفوظ لانطباعاته عن لقائه الأخير مع سيد قطب بأنه "فقد قدرته على الابتسام، عندما مضى فى طريق آخر يكفر فيه المجتمع"، وفى آخر لقاء جمع بين الاثنين، الذى حدث حينما زار نجيب محفوظ – حسبما يذكر محمد شعير – سيد قطب فى بيته فى حلوان بعد خروجه من السجن، وقبل عام من إعدامه، وقال أيضا: لقد رأيت أمامى إنسانا آخر.. حاد التفكير.. متطرف الرأى.. يرى أن المجتمع عاد إلى الجاهلية الأولى وأنه مجتمع كافر لابد من تقويمه بتطبيق شرع الله، انطلاقا من فكرة الحاكمية لا حكم إلا الله، فماذا يفيد الجدل مع رجل وصل إلى تلك المرحلة من الاعتقاد المتعصب؟.