تحتفل الدولة اللبنانية اليوم، وسط تبعات أحزان تفجير مرفأ بيروت العريق، بذكرى مرور قرن من الزمان على بداية ظهورها باسم لبنان، ففى 1 سبتمبر عام 1920 ظهر للوجود للمرة الأولى اسم لبنان كدولة، والذي ضم مناطق عدة خاضعة للانتداب الفرنسى، وكانت هذه الدولة تضم جبل لبنان وألحقت به كل من بيروت وطرابلس وبعلبك والهرمل والجنوب وسميت جميعها دولة لبنان الكبير.
ورغم أن التاريخ اللبنانى قديم ويمتد إلى زمن الحضارة الفينيقية القديمة، كما مرّت على لبنان عدّة حضارات وشعوب استقرت فيه منذ عهد الفينيقين، مثل المصريين القدماء، الآشوريين، الفرس، الإغريق، الرومان، الروم البيزنطيين، العرب، إلا أن لبنان المستقل لم تظهر إلا فى العصور الحديثة وقبل نحو 80 عاما، حيث ظل طوال الوقت جزءا من الأراضى السورية.
وبالعودة إلى مطلع القرن العشرين تبدو مظاهر استقلال لبنان عن سوريا، لها خلفيات كثيرة، فبحسب كتاب "دور الإدارة الأمريكية والقوى الغربية في لبنان 1943-1961" تأليف ياسر طالب الخزاعلة، فإنه بعد هزيمة الدولة العثمانية فى الحرب العالمية الأولى عام 1918، سارع الأمير فيصل بن الحسيم إلى إعلان الحكومة العربية فى دمشق ومن ثم فى بيروت.
وفيما يخص النظام التمثيلى، قرر المندوب السياحى الفرنسى فى 18 مارس عام 1922، إجراء انتخابات للمجلس التمثيلى، وأجريت الانتخابات فعلا فى أبريل 1922، وقد جرى قبل انتخابات عملية إحصاء للسكان اعتبرت السلطات فيها أن المسيحيين يمثلون غالبية الشعب اللبنانى، وبناء على الإحصاء تم توزيع المقاعد النيابية بين الطوائف، حيث نالت الطوائف المسيحية 16 مقعدا، مقابل 13 فقط للطوائف الإسلامية.
وأخذت الحكومة اللبنانية بعد الاستقلال تدعم موقفها في داخل البلاد وخارجها، فقد شارك لبنان في المشاورات العربية التى تمخض عنها إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945، وانضم إلى عضويتها وإلى عضوية هيئة الأمم المتحدة في نفس السنة. بعد خمسة أعوام من الاستقلال شارك لبنان مع بقية الدول العربية في محاربة إنشاء دولة يهودية في فلسطين عام 1948، وكان دوره يتلخص في تقديم دعم لوجيستي مساند للقوات العربية.