بينما ينشئ المهندسون الروس أوتوستراد "طريق عريض" لربط مدينة نوفوروسيسك الواقعة على شاطئ البحر الأسود فى مقاطعة كراسنودار الروسية بمدينة كيرتش فى شبه جزيرة القرم، بدأ علماء الآثار فى المنطقة المطلة على الأوتوستراد الحديث فى الحفريات بحثًا عنقطع أثرية قديمة.
وعثر العلماء فجأة على آثار غامضة للعصور القديمة وبينها طريق إغريقى معبد يعود إلى النصف الثانى للقرن الرابع قبل الميلاد، ما يعنى أنه أنشئ فى عصر يسبق العصر الرومانى القديم الذى بدأ فى النصف الأول للقرن الثالث الميلادى.
وما فاجأ علماء الآثار هو جودة الطريق المعبد بالحجارة وعرضها الذى يتراوح بين 3.5 متر و6 أمتار، وكانت تسير عليها، حسب العلماء، العربات بين القرنين الرابع والثانى قبل الميلاد.
وقال نيقولاى سوداريف، الباحث فى قسم علم الآثار الكلاسيكية فى جامعة كراسنودار، إن الطريق مكونة من طبقات من الحجارة. أما هامشها فصنع من الطين.
ويرى الباحث أن الطريق كان يربط بين مدينة جرجيبيا بصفتها مدينة إغريقية قديمة دخلت فى القرن الرابع قبل الميلاد ومملكة البوسفور الإغريقية، تنحصر خصوصيتها فى أنها تمر بعيدا عن القرى والمستوطنات، حسب ما جاء بروسيا اليوم، وقال الباحث إن علماء الآثار اعتقدوا أن الرومان فقط كانوا ينشئون الطرق المعبدة بالحجارة، أما الإغريق القدامى فلم يبنوها إلا داخل المدن الكبيرة وليس خارجها.
وكان يعتقد سابقا أن الإغريق القدامى امتلكوا شبكة واسعة من الطرق الترابية، بينما فندت الاكتشافات الأثرية فى مقاطعة كراسنودار الروسية تلك الفرضية الشائعة، ويرى العلماء أن هذه الطريق لم ينشئه سكان الأرياف بل كان طريقا استراتيجيا أو استخدم لأغراض دينية.