قال الكاتب يوسف القعيد، إنه تواصل مع نجيب محفوظ، فأخبره أنه موجود فى كافيه ريش يوم الجمعة الساعة 5 ونصف عصرًا، وذهبت إليه ووجدته هناك ومعه عدد كبير من جيل الستينيات، وقال لى أنت اليوم ضيفي اليوم.
جاء ذلك فى برنامج "الحياة اليوم" تقديم الإعلامي مصطفى شردي، في حلقة خاصة عن الأديب العالمي "نجيب محفوظ" في الذكرى الرابعة عشرة لرحيله، والذي يناقش كواليس وأسرار أديب نوبل وحكايته مع مع الأدب والسينما ويستضيف الكاتب الروائي يوسف القعيد والناقد الفني أيمن الحكيم.
وتابع يوسف القعيد، كان نجيب محفوظ يأتى سائرًا من مسكنه فى العجوزة ويعود سائرًا، يمر على بائعي الصحف، وكان يحب الكتابة فى البيت، لم يدخل أحد بيته أبدا، إلا يوم فوزه بجائزة نوبل فى أكتوبر 1988.
وعن جائزة "نوبل" تابع "يوسف القعيد" كان نجيب محفوظ نائما، عندما دخلت عليه زوجته وأخبرته بحصوله على الجائزة، فقال لها توقفى عن هذه التخاريف، لكن عندما ذهب إليه سفير السويد وأبلغه رسميا بحصوله على جائزة نوبل ذهبت إليه الأهرام، وصوروه أمام مبنى الأهرام، وكان مانشيت الأساسى "حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل"، وفي ذلك اليوم ذهب إلى لقاء الحرافيش فى الهرم وعاد فى آخر اليوم.
وعن انضباط "نجيب محفوظ" يتمثل فى أنه يشرب فنجان قهوة واحد ويضع "بقشيش" فى جيب خاص، والحساب فى جيبه الآخر، ولم يكن بخيلا بل كان حريصا، وهو فى المجمل لم يحصل على الكثير من النقود بسبب الروايات أو السينما، ولم يكن يشترط أي شروط فى اتفاقاته الكتابية، وكان يقول أنا مسئول عن كتابي فقط.
يحسب لنجيب محفوظ، أنه بعدما كتب الروايات التاريخية، توقف وغير اتجاهاته الإبداعية، وكان مشروعه أن يكتب تاريخ مصر، لكنه عندما علم أن هناك من سبقه إلى ذلك توقف، وقرر أن يدخل على الواقع المعاصر لمصر.
وفى المجمل، يقول "القعيد" كان "محفوظ" شخصًا ودودًا جدًا، وكان يلتقى حتى بالشباب الذين لديهم أفكار يرويدون تحقيقها، وكان مستمعًا جيدًا.
وعن رواية أولاد حارتنا، تابع "القعيد" نشرت فى الأهرام، بعدما مر نجيب محفوظ بفترة صمت من عام 1952 إلى 1956، ونشرت حلقات الرواية، ثم حدثت الأزمة، وتدخل ناصر، وسأل عن الأزمة، وكان ناصر صاحب قرار النشر اليومى للرواية، لكن الكتاب لم ينشر فى مصر إلا بعد جائزة نوبل.
أما محاولة اغتيال نجيب محفوظ، من حاول اغتياله، فإن قاتله أقر بأنه لم يقرأ لنجيب محفوظ، وفى هذا اليوم نزل "نجيب" من بيته، ذاهبا إلى كازينو قصر النيل، لكنه لم يصل، فقد تعرض لمحاولة اغتيال، يقول يوسف القعيد، إن المجرمين كانا قادمين لإلقاء نظرة على المكان قبل تنفيذ العملية، لكنهما عندما وجدا نجيب محفوظ أمامهما طعناه بمطواه.
وقال "القعيد" لم يكن نجيب محفوظ يحب السفر، ولم يسافر سوى 3 مرات فى حياته، وعند فوزه بجائزة نوبل سافر بناته لاستلام الجائزة، وكان نجيب محفوظ يقول إن الحرافيش معناها "الحارة مفيش" لأن الفتوة عندما يخرج ويمسك عصاه يختفى الجميع، وكانت قهوة عرابي فى العباسية التى يجلس عليها "نجيب محفوظ" بها بعض الفتوات، وكان الفنان أحمد مظهر أحد أبرز الحرافيش، وكانوا يلتقون يوم الخميس فى الهرم فى بيت "محمد عفيفي".