واحد من أكثر الأمثال الشعبية شهرة فى الأوساط المصرية، وربما العربية أيضا، هى مقولة "كله عند العرب صابون"، وهى ربما مقولة توضح نظرة العربى إلى الأمور وكيفية تفسيرها.
وبحسب كتاب "معجم الأمثال العربية: فصحى وعامية" لـ رأفت علام، فإن مثل "كله عند العرب صابون" يضرب للجاهل الذى لا يفرق بين شىء وشىء آخر، والمراد بالعرب هنا البدو أى سكان البادية، وهو ما يتفق مع ما ذكره المفكر الكبير أحمد أمين فى كتابه "قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية" بأن تلك المقولة تعبر عن أن العرب يستخدمون كل ما يقوم مقام الصابون ولا يفرقون، ويقال لمن لا يفرق بين الأشياء المتقاربة.
ولفت كتاب "العرب وابن خلدون" أن هذا المثل كان يستعمل كثيرا عند القدماء ويقال لمن لا يميزون بوضوح الأشياء، وقد انحدر إلينا هذا الاستعمال عبر العصور والأجيال، ومازال شائعا حتى اليوم فى حياتنا الاجتماعية، وفى لهجتنا المحلية.
ويعد العرب من أكثر الشعوب مساهمة فى مولد الصابون الحديث وفى تركيبه هم العرب، فقد صنع العرب الصابون بشكل نظامى من زيت الزيتون Olive Oil أو الغار Laurel أو الزعتر Thyme. وكانوا أول الناس الذين استخدموا الصودا الكاوية Caustic Soda (وهى ماءات أو هيدروكسيد الصوديوم Sodium Hydroxide NaOH، وهو قلوي قوي Strong Alkali)، وكانوا بذلك مكتشفي الصابون الحديث.
وقد بدأ بعد ذلك إنتاج الصابون ذى الرائحة Fragrant والملون Colourful في مدينة حلب، وانتشر بسرعة فى العالم العربى منذ العلم 800 بعد الميلاد. وفى مرحلة توسعهم أدخل العرب صناعة الصابون فى صقلية والأندلس، حيث انتشر منها إلى أوروبا.