واحدة من أيقونات الأديب الكبير الراحل خيرى شلبى هى رواية "الوتد"، وهى عبارة عن رباعية بأربعة عناوين "الوتد، المنخل الحرير، العتقى، أيام الخزنة"، جاءت هذه النصوص محملة برائحة ونكهة الريف المصرى، حيث يرصد من خلالها الحياةَ الاجتماعية فى المجتمع الريفى بكل جزيئاته وتفاصيله.
من خلال شخصية "فاطمة تعلبة" بطلة الرواية المرأة القوية، التى تدير شئون أسرتها الكبيرة "العكايشة"، وتعد وتد الأسرة، وتربطها صلة وثيقة بابنها الأكبر "الشيخ درويش"، والتى جسدت دورها الممثلة الراحلة هدى سلطان فى المسلسل التليفزيونى المأخوذ عن الرواية نفسها.
جاء ذلك ضمن إطار مغرق فى التراثية، إذ نرى الكاتب يتعمد ذكر ألفاظ لمسميات تراثية محلية ذات دلالات غرائبية، وجاء هذا الدفق عبر متوالية متدرجة فى عرضها، فكان أبجديات ومسميات التراث هى المقصودة لذاتها، وما النص بأجزائه الأربعة إلا وعاءً لها، من الملاحظ أن للمرأة وجودها الطاغى، ويمكن القول إن عالم الأمومة يغطى المساحة الكبرى من الرواية، لكنه ليس حضوراً انثوياً محضاً، لذلك نرى أن الحاجة فاطمة "تعلبة" تمثل كيانية البيت فكأنها الوتد الذى يرتكز علية البيت، إن العلاقة بين الوتد والمركزية وما تمثله من رسوخ تفضى إلى دلالات منفتحة، إنها التجذر الذى يمثل الرسوخ فى الأرض.
وقد وصفها الكاتب علاء الديب، أنها تقدم صورة للريف الحقيقى، ريف البرارى والفقر المدقع، حيث يحاول أن يرى الإنسان الجميل الصابر، الضعيف المتحايل الماكر، المؤمن، والجبار.
وقال عنها الكاتب علاء رمزى، "خيرى شلبى، أحيانًا، يبدو لى وكأنه عايش أجيالًا سابقة، يحدثك حديث العارف بعبد الله النديم وأحمد عرابى وقاسم أمين وسعد زغلول، وغالًبا، أراه متمتعًا بروح شاب فى مقتبل العمر، مفعم بالأشواق والأمل، يتأمل الجوانب المضيئة فى الوقائع والبشر".
وترى الكاتبة سماح ممدوح، أن "الوتد" رواية واقعية، فالبطلة فيها فاطمة تعلبة، هى إحدى قريباته، "لحس العتب"، سلط الضوء فيها على واحدة من العادت السيئة المنتشرة فى الريف خاصة، وأغلب المدن المصرية عامة فى الانصياع وراء الدجالين فى التداوى من الأمراض.