تصدر قريبا، عن دار المدى للنشر، رواية ميخائيل بولجاكوف (1891- 1940) "المعلم ومارجريتا"، فى طبعة جديدة ومنقحة تحمل بعض الشروحات لمصطلحات الرواية وتقريب بعض ما خفى من مقاصدها، ترجمة إبراهيم شكر، وكتب "بولجاكوف" أول مخطوطة للرواية ثم أحرقها، وهى تدور حول زيارة مفترضة يقوم بها الشيطان إلى الإتحاد السوفيتى، واكتملت الرواية فى 1940، وصدرت فى 1967 بعد موت مؤلفها بسبعة وعشرين عاماً، واعتبرها النقاد واحدة من أهم الروايات الروسية فى القرن العشرين، وإحدى أهم المقطوعات الهجائية التى وجهت للنظام السوفييتى، وأثرت فى العديد من الأعمال الفنية اللاحقة.
هاجم رجال الدين رواية بولجاكوف بقسوة، ومنع النظام السوفييتى نشرها لما تضمنته من نقد شديد للنظام والتجربة الماركسية.
وما إن ترجمت الرواية إلى لغات عالمية أخرى حتى صنفت واحدة من أعظم الروايات الروسية فى القرن العشرين، وتحوّلت إلى أعمال سينمائية ومسرحية وتلفزيونية.
ويستمد بولجاكوف رؤيته فى مواجهة تلك الأيام الشديدة الوطأة على الناس فى الاتحاد السوفيتى، التى انتشرت فيها الاتهامات بالعمالة، وكراهية الأجانب، والشك فى كل شخص، والتعرض للاعتقال لأدنى سبب، وحيث تعيش عدة عائلات فى شقة واحدة، ويسعى الناس عن طريق التزلّف والخداع لتحسين أوضاعهم.
وتتحدث الرواية عن زيارة مفترضة يقوم بها الشيطان "فولند" إلى موسكو فى أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، ووقائع هذه الزيارة، وتبدأ من مشهد يتجادل فيه الشاعر بزدومنى والأديب برليوز رئيس رابطة الماسوليت الأدبية حول وجود المسيح والشيطان، ليظهر لهما "فولند" ويثبت وجود المسيح والشيطان بحكاية مشهد لقاء بيلاطس البنطى مع المسيح، ثم يتنبأ بموت برليوز، وإصابة بزدومنى بالشيزوفرينيا.