على مدار التاريخ المصرى واجهت مصر العديد من المطامع الاستعمارية التى بداية من الهكسوس فى العصور الفرعونية القديمة وصولا إلى الاحتلال الإنجليزى والتواجد الصهيونى فى شبه جزيرة سيناء، لكن المصريين دائما كانوا شعبا ثائرا وقف فى وجه المحتل وحاربه بكل بسالة.
العسكريون المصريون والمدنيين شبابا وشيوخا قدموا بطولات كانت سببا فى إعدامهم على مقاصل الاستعمار، لكنهم حفروا اسمائهم بحروف من ذهب فى التاريخ المصرى، ليظلوا رمزا للثورة الوطنية ضد المستعمر، وأبطالا مصريين عظماء إلى أمد الدهر.
محمد كريم
تمر اليوم الذكرى الـ222 على إعدام الشهيد والزعيم محمد كريم، محافظ الإسكندرية أثناء دخول الحملة الفرنسية لمصر، هذا الزعيم الوطنى الذى رفض تسليم المدينة فحكمه المستعمر نابليون بتهمة الخيانة العظمى.
فض تسليم الإسكندرية لنابليون بونابرت قائد جيش الحملة الفرنسية، وقام بقيادة المقاومة الشعبية المصرية ضد الفرنسيين، واجه الأسطول الفرنسى عند وصوله الإسكندرية، مع الصيادين والعمال، لم يستسلم حتى عندما دمرت المدافع حصون الإسكندرية، بدأ معركة جديدة فى شوارع الإسكندرية ومداخلها لمقاومة زحف الفرنسيين إلى الداخل.
اعتقل، وحمل إلى نابليون الذى حاول إغراءه و كسبه إلى جانبه فأطلق سراحه وأبقاه حاكماً للإسكندرية لكنه عاد إلى حركات المقاومة، حتى أمر نابليون بإعدامه فى 6 سبتمبر عام 1798.
قادة ثورة القاهرة ضد الحملة الفرنسية
وأوضح كتاب "نابليون بونابارت في مصر" للدكتور أحمد حافظ عوض، أن من بين المشايخ وكبار القوم الذين تم القبض عليهم بتهمة إشعال الثورة، كان الشيخ سليمان الجوسقى شيخ طائفة العميان، والشيخ أحمد الشرقاوى، والشيخ عبد الوهاب الشبراوى، والشيخ يوسف المصيلحى، والشيخ إسماعيل البراوى، وأصدر نابليون أمرًا محفوظًا فى مخاطباته، إلى الجنرال "بون" قومندان القاهرة، "بأن يقتل أولئك المشايخ، ومن قبض عليهم من زعماء الثوار، وذلك بأن يؤخذوا ليلاً إلى شاطئ النيل بين مصر العتيقة وبولاق ثم يقتلوا وتلقى جثثهم فى مياه النهر".
سليمان الحلبى
طالب أزهرى، كان عمره 24 عاماً حين اغتال قائد الحملة الفرنسية على مصر، حيث أن كليبر ومعه كبير المهندسين بالبستان الذي بداره بحي الأزبكية (وهو مقر القيادة العامة بالقاهرة)، فتنكر سليمان الحلبي في هيئة شحاذ ودخل عليه في حديقة قصره يوم 2 صفر 1216 هـ الموافق 14 يونيو 1800م، وعمد سليمان الحلبي يده وشده بعنف وطعنه 4 طعنات متوالية أردته قتيلاً.
لم تستغرق المحاكمة أكثر من أربعة أيام، وحكموا عليهم حكماً مشدداً بالإعدام إلا واحداً، فحكم عليه الفرنسيون بحرق يده اليمنى وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور.
ثوار دنشواى
واقعة حدثت نتيجة إصابة أحد الجنود البريطانيين لسيدة من قرية دنشواى بطلق نارى، تطور الأمر بين خمسة ضباط إنجليز وفلاحين مصريين إلى مقتل عدد من المصريين بالنار بينهم امرأة، ووفاة ضابطٍ بضربة شمس.
كان رد الفعل الإنجليزي وبالأخص المعتمد البريطاني اللورد كرومر قاسياً جداً وسريعاً، فقد أقام محكمةً عرفيةً عقدت أولى جلساتها في 24 يونيو بعد تحقيقٍ دام أحد عشر يوماً فقط، وقدّم 92 قرويًا للمحاكمة بتهمة القتل العمد، ألصقت التهمة بستٍ وثلاثين منهم في 28/ 6/ 1906 (خلال أربعة أيامٍ!!)، حُكم بإعدام الإمام حسن محفوظ وثلاثة قرويين وآخرون تراوحت أحكامهم بين الأشغال الشاقة المؤبدة (محمد عبد النبي مؤذن القرية زوج أم صابر المقتولة، وآخر) وخمس عشرة سنة وسبع سنين وسنة وآخرون بالجلد خمسين جلدة.
قطار ديرمواس
واحدة من بطولات الشعب المصرى أثناء الاحتلال البريطانى لمصر، هو ما يعرف بحادث قطار ديرمواس، الذى انتقم فيه الثوار المصريين من مذابح القوات البريطانية، فقاموا بمهاجمة قطار كان ينقل الجنود الإنجليز وقاموا بقتل 8 ضباط وجنود إنجليز فى القطار بديروط.
الاحتلال لم يكتفى برده العنيف على الثوار والذى تسبب فى استشهاد العشرات إلا قام بالحكم بالإعدام على 51 مواطناً مصرياً من أبناء ديرمواس، وعفا القائد العام عن واحد منهم، وعدّل عقوبة الإعدام إلى الأشغال الشاقة لـ10 أشخاص، وبعد وساطة رئيس الوزراء حينها محمد سعيد باشا، عدلها لـ6 آخرين ونفذ حكم الإعدام فى الباقين وعددهم 34، أبرزهم عبدالعليم فولى، وعبدالمجيد فولى، ومحمد مرسى شحاتة، وعبدالحكيم عبدالباقى، وفرغلى مبارك، وعبداللطيف عبدالله، أما رزق مراد عبدالله وكان يبلغ 70 عاماً فقد أوصت المحكمة بالعفو عنه وعدل الحكم عليه إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.