قدمت عالمة أنثروبولوجيا سويسرية تدعى "اميلى ألتروج" من معهد الطب الشرعى بجامعة برن مشروعا لدراسة عمليات دفن في مقبرة عمرها 400 سنة، لرجل فى منتصف العمر قد دُفن، "وجهه لأسفل"، ووجود قطعة من الحديد فى ثنية ذراعه ومحفظة مليئة بالعملات المعدنية يعود تاريخها إلى ما بين 1630 و1650 بعد الميلاد.
وفي ورقة بحثية جديدة نُشرت فى مجلة PLOS One، قالت الباحثة، إنها تشتبه فى أن الرجل قد دُفن بهذه الطريقة غير المعتادة حتى لا "يعود من القبر".
وأجرىمؤلفان مشاركان فى البحث بحثًا وتحليلًا لما يقرب من مائة مقبرة عمرها 900 سنة في سويسرا وألمانيا والنمسا، ووجدا أن معظم هذه المدافن تعود إلى فترة في سويسرا عندما اجتاحت الأوبئة البلاد، وتم تصميم طرق الدفن الغريبة من أجل "إحباط مصاصى الدماء والأموات ومنعهم من الهروب من قبورهم".
وتُظهر الدراسة الجديدة تحولًا كبيرًا فى ممارسات الدفن في جميع أنحاء أوروبا بدءًا من عام 1347 بعد الميلاد، في الوقت الذي كان فيه الطاعون يجتاح أوروبا ويقتل ملايين الأشخاص، وكان الناس يعتقدون أن ضحايا الطاعون قد "يعودون ليطاردوا الأحياء".
وتشرح "ألتيراج" أن الطاعون يقتل الناس بشكل أسرع مما يمكن للمجتمعات أن تتعامل معه، وعلاوة على ذلك عندما يتحلل الجسد، كان من الممكن أن يبدو شعر وأظافر الجثث "تنمو" مع ذبول الجسد من حولها، كل هذا أسهم في الإيمان بما نطلق عليه اليوم فكرة الزومبى وقد يبدو الأمر كما لو أن الجثث كانت "تأكل نفسها وأكفان دفنها".