بدأ الإسلام ينتشر بين أهل قريش، وبدأ سادة المدينة يشعرون بالقلق، وراحوا يفكرون فى إيذاء المسلمين وعلى رأسهم سيدنا النبى محمد عليه الصلاة والسلام، وكانت هناك بعض الخطوات المهمة فى التاريخ الإسلامى منها إسلام سيدنا حمزة بن عبد المطلب، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "إسلام حمزة بن عبد المطلب عم النبى صلى الله عليه وسلم":
قال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثنى رجل ممن أسلم - وكان واعية - أن أبا جهل اعترض رسول الله ﷺ عند الصفا فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف لأمره فذكر ذلك لحمزة بن عبد المطلب، فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها ضربة شجَّه منها شجة منكرة، وقامت رجال من قريش من بنى مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل منه، وقالوا: ما نراك يا حمزة إلا قد صبوت؟
قال حمزة: ومن يمنعنى وقد استبان لى منه ما أشهد أنه رسول الله ﷺ وأن الذى يقول حق، فوالله لا أنزع فامنعونى إن كنتم صادقين.
فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فإنى والله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله ﷺ قد عز وامتنع فكفوا عما كانوا يتناولون منه.
وقال حمزة فى ذلك شعرا.
قال ابن إسحاق: ثم رجع حمزة إلى بيته فأتاه الشيطان فقال: أنت سيد قريش اتبعت هذا الصابئ وتركت دين آبائك، للموت خير لك مما صنعت.
فأقبل حمزة على نفسه وقال: ما صنعت اللهم إن كان رشدا فاجعل تصديقه فى قلبى، وإلا فاجعل لى مما وقعت فيه مخرجا، فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان، حتى أصبح فغدا على رسول الله ﷺ.
فقال: يا ابن أخى إنى قد وقعت فى أمر ولا أعرف المخرج منه، وإقامة مثلى على ما لا أدرى ما هو أرشد أم هو غى شديد؟ فحدثنى حديثا فقد اشتهيت يا ابن أخى أن تحدثني، فأقبل رسول الله ﷺ فذكَّره ووعظه، وخوَّفه وبشَّره، فألقى الله فى قلبه الإيمان بما قال رسول الله ﷺ.
فقال: أشهد أنك الصادق شهادة الصدق، فأظهر يا ابن أخى دينك فوالله ما أحب أن لى ما أظلته السماء، وأنى على دينى الأول.
فكان حمزة ممن أعزَّ الله به الدين.
وهكذا رواه البيهقي، عن الحاكم، عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير به.