يصدر قريباً عن المركز الثقافي العربى، الترجمة العربية لكتاب "المتمرد: محمد علي" للصحافية الفرنسية جوديت بيرينيون، عن سيرة الملاكم العالمى المسلم الراحل محمد على كلاى، وهو كتاب فريد من نوعه، يمر بحياة محمد علي وظروف تشكل شخصيته في ظل أمريكا مجنونة، خطرة، ممزقة وحالمة، يعيد سرد انتصاراته كأنها حدثت البارحة، نلتقي أفراد عائلته ومن تبقى من اصدقاء الطفولة.
ولد "كلاى" فى مدينة "لويفيل" بولاية "كنتاكى"، حيث انحدر من عائلة أمريكية- إفريقية من الطبقة المتوسطة، وكان والده ميثوديًا، لكن أمه ربته وأخاه على المذهب المعمدانى، إلا أنه اعتنق الدين الإسلامى مغيرًا اسمه إلى "محمد"، مارس "كلاى" رياضة مليئة بالعنف والقوة، إلا أنه بعد أن اعتنق الدين الإسلامى، فامتلأ قلبه بالعشق الإلهى، فكانت له مواقف كثيرة لا تنسى، كان الهدف منها نصرة الإسلام.
بعد اعتزاله الملاكمة مطلع ثمانينيات القرن الماضى، صار محمد على يؤدى أدوارًا إنسانية وسياسية كبرى حتى بعد اعتزاله لعبة الملاكمة، حيث زار مجموعة من الدول الإفريقية، وكذلك مخيم الفلسطينيين جنوب لبنان وأعلن من هناك نصرته للقضية الفلسطينية، كما عرف عنه المشاركة فى مسيرات لدعم سكان أمريكا الأصليين، ونجاحه فى إقناع الحكومة الكينية بمقاطعة ألعاب موسكو الأولمبية سنة 1980 احتجاجًا على الاجتياح الروسى لأفغانستان.
خصص "كلاى" دخلًا سنويًا يقارب 200 مليون دولار للنشاط الذى يخدم الإسلام، وليس من حق زوجته وأولاده أن يرثوه، كما حول قصره إلى جامع، ومدرسة لتعليم القرآن الكريم، وقام ببناء أكبر مسجد فى شيكاغو، الذى بات مركزًا إسلاميًا، وعرف عنه أنه يقوم بشراء الكتب الإسلامية ويوزعها مجانًا على المسلمين.